تذكرت قبل قليل أغنية هابطة كانت تتردد على مسمعي كثيراً في سنة من السنوات السابقة، و وجدت صعوبة كبيرة في تذكر مطلعها، و لكن بعض ان غطست في ذاكرتي تذكرتها الاغنية و هي تقول " خليلو خليلو " ... و تعجبت بعدها كيف ان اغنيةً بعدما كانت مشهورة جداً تلك الفترة اجدني الان اواجه صعوبة شديدة في تذكرها مطلعها ... ماذا حصل لتلك الاغنية التي كانت لها "شنة و رنة" في كل شارع و كل بيت؟ بل ماذا حصل لكل الأغاني الهابطة امثالها ك" قلب قلب وين وين " و " انا دانة " ؟! ان كنت انا الذي عشت العصر الذهبي لكل أغنية من هذه الأغاني لا اذكرها فما بال الأجيال القادمة ... و وجدتني سعيداً بهذه النتيجة، اي ان كل ما كان هابطاً اباده الزمن كما اباد الله قوم لوط و لم يبقى في اخر المطاف الا ما تميز عن غيره او كان عملاً فنياً حقيقياً.
فلو تفكرنا قليلاً لوجدنا ان معظم الأغاني الهابطة ينتهي عمرها الفني بمرور عام او عامان على انتاجها.
و لو تفكرنا اكثر لوجدنا ان هناك اعمالاً فنية تجاوزت اعمارها اعمار مغنيها و ملحنيها و كتابها. فلا يزال الناس الى يومنا هذا يسمعون الى اغنية عمرها ٥١ عاماً، الا و هي " أنت عمري " ... او مثلاً الى أغنية " الحلوة دي " التي عمرها التقريبي هو ١٠٠ عام ... و أخيراً أقول اني سعيد جداً بأن الزمن يتكفل بغربلة ما هو جدير بالبقاء من فنٍ و موسيقى و أغانٍ من الساحة الفنية المكتظة بانواع الملوثين و الملوثات و العاهات على الفن و بعض البهائم الذين يجب ان يبادوا ابادةً تشبه ابادة هتلر لليهود!
١٣، يناير، ٢٠١٦، جدة، السعودية