تعثر النخب الليبية لعدم وجود التنوع الديمقراطي

وقفت الكثير من النخب الليبية مكبلة على هامش التعصب السياسي بعيدا عن فعل الانتقال نحو التنوع الديمقراطية وهي ترى المجتمع الليبي قد أضاع  طريق التغيير في مسيرة تفوق الاستيعاب والتنظير للنخب الليبية لمرحلة الوطن الراهنة.

الثورة الليبية أنجزها الشعب الليبي ولم ينجزها النخب الليبية فيه بالتالي تكون ثورة شعبية ليبية وليس بانقلاب شعبي ولذلك عندما انطلقت الثورة انطلقت من مدينة بنغازي بدون قيادة تقودها أو تدفعها في الانتشار إلى جميع مدن وقرى ليبيا.

انطلقت لتحول وتحرك المياه الراكدة إلى مياه نقية، فدفعت ولا تزال تدفع ثمن الثورة الليبي، ثورة غالي الثمن قد نرى انعكاساتها في شوارع ومدن وقرى الليبية والى أين ما اتجهنا نرى بصمة الثورة الليبية.

لكن الذي يقود الدولة الليبية اليوم ليس هو الشعب الذي أنجز الثورة الشعبية الليبية كما نتصور في خيالاتنا الفكرية، بل هم من النخب الليبية المكبلة على هامش التعصب السياسي الذي لا يقود على التنوع الديمقراطي الوطني.

البديل السياسي كان واضحا مع بد الثورة الليبية في حراك التغير والإصلاح السياسي الوطني الليبي الذي يضم ليس فقط النخب السياسية بل يضم في تغير مكانة المهوشين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا عند الملمة الوطنية الليبية.

الواضح أمامنا هو أن الانتقال بناء إلى مخرجات الحوار الوطني الصحيح غائب عن النخب السياسية الليبية التي تتعنت في إقامة الإصلاحات الصحيحة والعودة بالسلطة الليبية إلى منابع الدستور الوطني الليبي الذي يشرع صلاحيات الدولة السيادية الليبية.

أنها مطالب الشعب الليبي للنخب الليبية التحرك السريع نحو التغير والإصلاح والخروج بالثورة الشعبية الليبية من الرمادية السياسية التي لا تدرك إلى أين تتجه عند تواجد الغموض في الحوار الوطني الليبي الشامل.

الثورة الليبية تحتاج إلى نخب ليبية واعية ونخب سياسية ناضجة حتى لا تتوهج الثورة الليبية بمرة أخرى فتأكل معها الأخضر واليابس في عملية تصحيح مرة أخرى من تعثر النخب السياسية المرتكزة على المشهد السياسي الليبي.

النخب اليوم مضيعة طريقها السليم في إدارة الدولة الليبية وستجد نفسها قريبا متخلفة عن إرشادات الركب السياسي عند التنوع الديمقراطي الليبي.

بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس