كثيرة هى تلك الأقنعة التى تتواجد فى ظل القبح ، وكذلك الذين يتوهمون أنهم ينفردون دون غيرهم بالقيم السلوكية والأخلاقية وهو ما له دلالته فى الوقت نفسه أن هؤلاء الأشخاص يجيدون أخراج كل أنواع التمثيل بوعى أرادى قادرعلى أتخاذ صور وأتجاهات ومضامين مختلفة تخدم أغراض مصلحية وفق رغباتهم ولا شك إنهم يمثلون ظاهرة ليست بجديدة فى الواقع الذى نعيشه إلى جانب أنه تحت تأثير التطور التكنولوجي الخطير تتبلور أسترتيجية يمكن وصفها بتزيف العقول عن بعد اذا تنطلق من خلالها نماذج معقدة ومشوشة تمارس الخداع والغش تحت أسماء مستعارة لتحقيق نوع من المواجهة الخفية والاحتيال قصيرالمدى على أنواعه
وإذا إردنا الموضوعية بحق فهناك صور أخرى تعرض الأسم الحقيقى، وما عداه باطل ، بداية من المؤشر الدينى الدعائى كأستعارة لتجميل القبح الداخلى ، وحتى الفلسفة الأخلاقية المزيفة ،علاوة على الأفتقار إلى طريقة التفكير المستقلة فيأتون بمعنى مغلوط للمبادئ بوجهى التناقض والمفارقات الفجة التى تفتح الأفاق شيئاَ فشيئاً لرؤية الفرق بين الأدعاء والحقيقة ولا يتسع المجال هنا لذكر الأمثلة بتفاصيلها ،ومن ثم فإننا سوف نكتفى بالملاحظات العابرة وخلفها تأتى الدلالات
ولكى نفهم العديد من الوقائع لابد أن نضع فى أعتبارنا إن مفهومى الحقيقى والزائف يتناول مختلف شرائح المجتمع بمختلف مستوياتهم وخلفياتهم وجنسياتهم هذا القول حق إذا ما طرحنا ظاهرة المرواغة الخبيثة ليناهضها الجميع خاصة من ينساق لها طوعاً او كرهاً من أهل النية الطيبة والثقة والأطمئنان
الغريب فى الأمرأنه فى الوقت الذى تتصدى فيه لتلك الأفكار العبثية سرعان ما تجد من يعتبرون إنفسهم ومن وجهة نظرهم الخاصة محللين يناصرون بأفتراضات يختلط فيها الضعف والفشل تارة والهروب والانتقام تارة أخرى وفوق هذا كله يأتي التأويل والتصنيف النمطى بفكرة المرض بأعتباره سد الحماية دون الاستناد إلى معايير ومقايس علمية أودوافع وأعراض نفسية جلية
بينما أن هذه المزاعم لاينهض لها دليل يؤكدها ويزكيها
وأود الأشارة إلى أننى لن أقترب هنا من اللاشعور ولن أتوقف عند حالات أنفصلت عن الواقع ولاوسواس التفكير الاجترارى أوعمليات حسية ولاحالات نفسية مرضية نحن بصدد ممارسة همجية إدراكية تمثل شلالًا من الأكاذيب تتعلق بحدود الواقع وضوابطه وكذلك المسؤلية الأخلاقية
ويبدو ان تقديرمن يقوم بهذا الدور المزدوج تجاهل أن رقى العقل البشرى لسواه لا يمكن الغاؤه أو أحتقاره وبفضل الضمير الغائب يتصورون أنهم لايدينون بشئ للاخرين ولا المجتمع الذى يحيط بهم غير مدركين أنهم من منظور عقلانى موضوعى يجسدون صورة سوداوية مريرة تستدعى الشك وما أن تعى حقيقتهم وتحددها جملة الاشياء تكون النتيجة الحتمية لهذا النهج انهم مجرد وعاء نقذفه خارجاً مثل أغلفة وبقايا الوجبات السريعة