يمكن الاستماع للمقال هنا.

آية واحدة فقط، تقرأها عدة مرات خلال اليوم، تحفظها، تصلي بها؛ وقد تنشغل فتنسى، لكن إذا ذكرت تلوتها وتأملتها من جديد.

وفي الغد نفس الشيء مع آية أخرى، إلى أن يمُنّ الله بحفظ القرآن كلّه. لا أقول إن الغرض من الآية في اليوم هو إتمام ستين حزبا، فذلك مسار آخر أكثر الناس يرجو المضي فيه... والآية في اليوم ليست بديلا، بل تضاف إلى ختماتك المعتادة. الآية في اليوم محاولة لإعمار القلب.

وإذا سرت على هذا المنوال أياما ثم وجدت أن حفظك للآيات السابقة لم يعد قويا، فبإمكانك مراجعتها بالطبع، لكن حتى لو لم تفعل فستكون قد ربحت أنك عِشت يوما كاملا مع الآية، وأن شيئا من نورها لم يغادر القلب، ولو سهى الذهن عن استظهارها بلفظها.

المبدأ المعمول به في الاقتصار على آية واحدة تكون مدار فكرك في اليوم الواحد هو أن الحفظ الذي طالما عُزِم على طلبه ثم فترت الهمة عنه قد تأخر، ومرّ زمن فلم يأت ولا تجددت الهمة له، واستغرقته الأشغال التي تعصف من كل اتجاه طلبا للاهتمام، وأجّلته الأعذار... فأن نغتنم القليل الممكن والمتاح والمتيسّر الآن، وإنعاش القلب بزاد الإيمان، خير من انتظار الكثير الكامل مع إغفال إرواء القلب بغذاءه النوراني كل يوم. نسأل الله التوفيق والإخلاص.