أرتمي في أحضان الألم كل ليلة .. فترتمي في احضاني بقايا من ذكرياتك وشيءٌ من عطرك على ملابسي .. أيمكن أن تنتقل عدوى الوله ما بين الأرواح ويأتيك ما يأتيني ؟ إذن لماذا يأتيني عطرك كل ليلة ؟ كيف أتاني ؟ وكيف ارتمى في احضاني ؟ أيمكن أن تتحقق الرؤى وتنبع من أرواحنا مشاعر مشتركة في ذات اللحظة ؟ أم أنها هلاوس عاشق وهذيان حبيب هام في ذكرى أصابت قلبه بسهم الوجد ؟ .. أكاد أجزم أنها مشاعر مشتركة ذات نزعة سادية تتلذذ حينما تضعنا في خانة واحدة مع الألم والشعور بالحزن بنفس المقدار والتركيبة كي ترى وقع اللحظة علينا في نفس اللحظة وتقيس ردة فعل كل منا حتى ترى مقدار ما ينهشه الوجع من أرواحنا .. وتلفظ ذكرياتنا أنفاسها المثقلة بالأنين وكأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة .. فكل ذكرى وجع تموت تولد مكانها ذكرى جديدة لها نفس الخواص والتركيبة تحتفظ بكل الصفات القديمة ولكنها تمتاز بأنها أشد شوقاً وأشد ألماً على قلوبنا وتفيض حنينا ملتهباً يجري في الجسد كجريان البركان على أديم الأرض .. ولكن هل حقيقة أنها تصيب القلب في مقتل ؟ لماذا إذن لم تقتلك أنتِ حتى الآن ؟ أيعقل أنك مع مرور الوقت ملكة المناعة اللازمة لدحض كل تلك الأعراض وتحمّل الآثار الجانبية للحنين ؟ وفتحتِ باباً للنسيان حتى هربت منك الذكريات ..لماذا إذن ضحيتي بكل تلك المشاعر وتركتيني وحدي ارزح تحت قذائف الذكريات كل ليلة  محتضناً عطرك ؟.