في جملة بسيطة : il convient de lire Nietzsche avec l’attention d’un philologue pour tirer profit de ce qu’il a écrit ... بمعنى يجب قراءة نيتشه من منطلق فلولوجي ، نيتشه دائمًا ما يقدم مهنته كأستاذ فيلولوجيا ووراء تهكمه واستعاراته وسخريته يحاول ان يوصل معانيه ..

لقراءة فلسفة نيتشه يجب الاكتفاء بالنص ولا شيء غير النص ، لأنه لا يوجد مفتاح لقراءة فكر نيتشه من خلال مفتاح أو مفهوم ومحاولة ربط ذلك بالمنظومة الفكرية لنيتشه ، بكل بساطة لان نيتشه وخلال تطوره الفكري استعمل مفاهيم ومن بعد ذلك لم يعد يرجع لها البتة : كمثال إرادة القوة ، العود الأبدي ، الانحطاط هناك ثلاث قراءات ومحاولة شرح نيتشه بهذه الكيفية والتي أرى أنها غير صائبة .

القراءة الاولى : كتاب جيل دولوز وكتابه حول نيتشه ومحاولة قراءة كل فكر نيتشه من ناحية مفهومين استعملهما وحاول ان يعممها على كل فكر نيتشه والذي يتجلي في actif/ réactif بمعنى القوى الفاعلة وقوى الارتكاسية ،هذه القراءة صحيحة فقط اذا طبقناها على كتابه في جينالوجيا الاخلاق .

دولوز حاول ان يعمم هذه القراءة على كل كتب نيتشه .. يعني دولوز حاول ان يجد un clef passe-partout ليحاول ان يشرح به وان يطبقه على كنابات نيتشه الاخرى وهذه قراءة خاطئة لسبب بسيط لان كتابات نيتشه في تنوعها واختلافها لا تصح عليها هذه القراءة ولانه لا يمكن ان نطبقها في كتب نيتشه الاخرى مثل : مولد التراجيديا ، هو ذا الانسان ، انسانسي مفرط في انسانيته .

ماذا يعني نيتشه بالمفهومين actif/reactif

Actif= tout ce qui est bon, positif يعني كل ما هو جيد

Réactif= les ressentiments, faiblesses هذا المفهوم هو عكس الأول

القراءة الثانية : la conception métaphysique de Heidegger هيدجر يرى ان نيتشه على انه اخر الميتافزيقين ويرى هيدجر ايضًا ان فكر نيتشه يكمن في les fragments posthumes والذي يرى انها هي فكر نيتشه الحقيقي وليس الكتب التي كتبها وطبعت.

على العكس هي في الاساس مسوداة كان يستعملها نيتشه لكتابة كتبه وهي وسيلة جيدة لفهم كتبه هيدجر كان يرى على ان نيتشه انتقد الميتافزيقا والميتافزيقين وهو ميتافزيقي اكثر من سابقيه .

القراءة الثالثة : هي قراءة الفيلسوف الوجودي المؤمن ياسبرز في بحثه كان يربط بين نيتشه والفيلسوف الدنماركي كيركجارد مع ان نيتشه لم يقرأ ولا حرف له لان كتبه لم تترجم انذاك للالمانية ويضعهما في مرتبة المؤمنين وبعطي لكليهما الدور في الايقاظ حتى يوحي بأنه يتحدث عن اهم مفكرين وجوديين في المسيحية على السواء .. يعني لا فرق لديه بين نيتشهىوكيركجارد ، بين ملحد ومؤمن على ما هو متعارف عليه .. اي هو يقصد من وراء ذلك التعمية زتحزيل والهجوم على المسيحية الى الدفاع عنها ... اذا كان ياسبرز يحاول ان يتبث ان الحاد نيتشه هو ايمان مقنع (هذا ما يظنه الكثير)، ، فالحقيقة ان ايمانه كيركجارد هو الحاد مقنع لانه يرفض كل العقائد المسيخية الرسمية في مقابل المسيحية الباطنية .

نهج الفيلسوف ياسبرز في مقاربة نيتشه في محاولة اعادة تفسير نيتشه تفسيرًا مسيحيًا واعتبار فلسفته هو نتيجة لدوافع مسيحية اصيلة هي مقاربة بعيدة كل البعد عن نيتشه وفلسفته .