لا يخفى على أحد أن الاردن ومذ اوجدها الانكليز على الخريطة الدولية ؛ ارتبطت بالعراق , ارتباط المريض بالطبيب والمتسول بالكريم ؛ فالأردنيون اشبه بالطفليات التي تعتاش على مص دماء الجسم السليم ؛ ولم تدخر الاردن جهدا ولم تترك حيلة او وسيلة في سبيل الاستيلاء على ثروات العراق وخيرات العراقيين الاصلاء الا وبذلته ومارستها ؛ بدء بمساعدات المملكة العراقية الهاشمية لهم ومشروع الاتحاد الهاشمي المشؤوم بيننا وبينهم والذي كان يهدف الى نهب ثروات العراق وتمويل حكومة مملكة الاردن بالأموال اللازمة للنهوض بها , وصولا الى الامتيازات الكبيرة والخطيرة التي حصلوا عليها من العميل الخائن صدام الذي تنازل لهم عن الحدود العراقية , بالإضافة الى اعطاءهم النفط مجانا , وانتهاء بالمشاريع الاردنية في العرق وتصدير البضائع ووجود الاموال العراقية المهربة في عمان واستثمارها لصالح الاردن ... الخ .
وعلى الرغم من كل هذه الخيرات الجنوبية والثروات العراقية التي تنعم بها الاردنيون , حيث تنفسوا الصعداء واكلوا ما لذ وطاب من الطعام , وهم في ارض سدوم الخربة وفي واد غير زرع يشكون الظمأ , وبمرور الايام تحولت احجار سدوم السوداء الى بنايات شاهقة بيضاء ... ؛ بفضل العراق واموال الشيعة ... ؛ قابلوا الاحسان الشيعي بالإرهاب الداعشي والحقد الطائفي , فما كان جزاء الاحسان العراقي الا الخبث والارهاب والتآمر والخيانة والغدر ... ؛ واليكم تصريح احد الاردنيين المنكوسين والذي تفوه به وامام الملأ وفي وسائل التواصل الاجتماعي دونما حياء او خجل ؛ قائلا : (( نتمنى قتالكم ونحن في الاردن 11 مليون و99 بالمئة منا سنة وكلنا نكره الشيعة ونبغض ايران وما من بيت في الاردن ولا سيارة تسير في الشوارع الا وهي تحمل صور صدام وصور صدام في الشوارع والساحات , ونحن نحبه لأنه سحق الشيعة في العراق بأقدامه وحارب ايران ؛ مش حبا به كثيرا لكن نكاية بالشيعة ؛ الشعب الاردني من جوه كله حاقد على الشيعة انتوا زي اليهود بل اكثر , ونحن عطشى لقتالكم ... )) .
وهذه التصريحات الكثيرة والمنتشرة في وسائل الاعلام الاردني وبين الاوساط الشعبية الاردنية ؛ تكشف لنا حقيقة هؤلاء الطائفيون والنواصب الارهابيون وتظهر ما هو كامن في نفوسهم المريضة وصدورهم الحاقدة , ولو تتبعنا التصريحات الرسمية الاردنية الايجابية تجاه العراق والاغلبية والامة العراقية والتجربة الديمقراطية الجديدة ؛ لوجدناها لا تتجاوز اصابع اليد , ومتحفظة وضبابية ولا تصدر الا عندما يغنم الاردنيون شيئا من الحكومة العراقية , فالأردن حكومة وشعبا ضد الاغلبية والامة العراقية والتجربة الديمقراطية .
واخير مؤامرات الاردن وليست اخرها ؛ مشاركة الجيش الاردني في الضربات الامريكية الاخيرة التي استهدفت مقرات للحشد غربي الانبار، فقد تناقلت تقارير امريكية عن اشتراك محتمل للطيران الاردني بالضربات، قبل ان تتحول المعلومة إلى "اشتراك فعلي" للطيران الاردني في الضربة التي طالت العراق في وقت متأخر مساء امس الجمعة المصادف 2/2/2024... ؛وقد وردت المعلومة اولا في تقرير لصحيفة الوول ستريت جورنال، عن اشتراك محتمل للطائرات الاردنية في العمليات الامريكية المقررة للرد على حادثة البرج 22 في الاردن التي تسببت بمقتل 3 جنود امريكان، وبالرغم من عدم وجود اعلان امريكي صريح لذلك، تحولت المعلومة الى "شبه مسلم بها" خلال الساعات الماضية في وسائل الاعلام العراقية... ؛ وقد ضجت الاوساط السياسية والشعبية خلال الساعات الماضية وعقب "الضربة الليلية الغادرة " التي استهدفت ابناء الحشد العراقي , واستهجن احرار الاغلبية وغيارى الامة العراقية ؛ هذا العدوان السافر والغاشم من قبل الامريكان ومرتزقتهم الاردنيين ومن لف لفهم من الصهاينة والمتصهينين , مما دفع بعض اعضاء البرلمان الغيارى وعلى رأسهم النائب مصطفى سند الى جمع تواقيع لأعضاء مجلس النواب لإصدار قرار نيابي، يلزم وزارة النفط إيقاف بيع النفط المدعوم للأردن .
وقال سند في منشور على صفحته في الفيسبوك "يجب استخدام أوراقنا بشكل صحيح لحفظ كرامة البلد وحماية ارواح رجالنا وفخرنا و(عقال) رأسنا"... ؛ وعندما سمعت الاردن بهذه التحركات البرلمانية والاستهجان الشعبي ؛ سارعت الى نفي الخبر كالعادة .
لابد للحكومة العراقية من غلق بوابات الجحيم , فكل الحدود العراقية مع الدول المجاورة اصبحت اوكارا لانطلاق عمليات التهريب والتخريب والتدمير والاعتداء والتغلغل داخل الاراضي العراقية ؛ ولتأمين الداخل لابد من ضبط الحدود وهذا الامن يتحقق بواسطة امرين لا ثالث لهما ؛ اما غلق الحدود مع الدول المعتدية والمتآمرة , او تشديد الحراسات وقطع كافة الامدادات ومنع التعامل التجاري والاستيرادات ... الخ .