-
صمتٌ يجتاح المكان ، هدوءٌ قاتل يشغل عقلي ، إنها الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، أُقلب ذاك الجهاز الصغير الذي يربطني بالعالم ، من تطبيقٍ لآخر لعلي أجد ضالتي ، أبحث عن اسمه في كل مكان و في داخلي أمل صغير بإيجاده ، لكن سرعانَ ما يتلاشى ذلك الأمل حينما أرى أن الساعة قد قاربت الثالثة ، لم أشعر بالوقت و لم أستطع التوقف عن البحث عنك ، " الله اكبر " نعم إنه أذان صلاة الفجر ، بعدها أغلق جوالي و أنا محمّلة باليأس و قد ثقُل قلبي من الإنتظار ، و ما أن يأتي الغد إلا و أعيد تلك الفقرة المُتعبة ، فالموضوع خرج عن سيطرتي ! استمريت على تلك الحالة ما يقارب الخمسة أشهر ، تخيل أن يكون جزء من روتينك أن تبحث عن غائبٍ لا يعلم ؟ لم أضجر و لم أسأم و لم تنطفئ تلك الشمعة الباهتة التي تُضيئني ، أنت تُبقيني صامدة رغم عصف الحياة بي ، أنت أعدت إليّ الروح التي فقدتها بل أنت تلك الروح ، و ذاك القلب الميت ! قد أنعشته بعدما تُوفي منذ سبعة سنين ، سأخبرك سرًا : قبل أن أخلد إلى النوم أكرر اسمك ثلاثون مرة و أنظر الى صورتك ثلاثون ثانية كل هذا في سبيل أن أراك في حلمي ، استيقظ صباحاً حزينة ، فتلك السبل لم تجدي نفعاً ، أتجهز بسرعة و أحمل حقيبتي و أذهب على أملِ رؤيتك في الواقع ، أجلس على تلك الأريكة السوداء في يدي اليمنى كوباً من القهوة و في يدي اليسرى كتاب ، كتابٌ يوحي للمارة أني أقرأه ! لكنه في الواقع مجرد عذر لأنتظرك دون أن يشعر أحد ، الوقت يمضي و أنتَ الى الآن لم تأتِ ، الساعة العاشرة صباحاً ، انتهى وقتي ، يجب أن أعود إلى بناء مستقبلي ، ألملم ما تبقى فيني من روح و أرحل ، نعم رحلت ، لكني تركت آخر ذرة حب في ذلك المكان ، هل لك أن تذهب و تأخذها ثم تُعيدها إلي ؟؟ و بعد يوم طويل و مُرهِق أعود إلى عالمي الصغير ، أعود الى تلك الغرفة الرمادية و السرير الأبيض الذي بجانبه وردٌ جوري يشبهك ، ثم أغمض عيناي ، و أدخل في سباتٍ عميق ..