و كم طال انتظاري لوقتٍ ربما لن يحين ،
و كم تمسكت بخيوط الأحلام ،
و كم ذرفت من الدموع ! فرحاً و حزناً ، ألماً و انتظاراً ، سعياً و أملاً ..
و كم بكيت بكاءً لم أُبقي فيه دمعة واحدة في عيني ،
و كم سعيت و سعيت ثم وصلت ! وانتهى بي المطاف في ذلك المكان المهجور ، عندما قابلت ذلك الرجلِ الكهل الذي قد أخذ من الدنيا ما أخذ ، وضع تلك اليدين المجعدتان على كتفي و طبطب على جروحي ، و قال لي : لا بأس يا صغيرتي هذه ليست النهاية ، لا تبكي فتؤلمي عيناك و تؤلمي قلبي معك ، حتى و إن ظننتِ أن هذه هي النهاية ، حتى و إن اعتقدتِ أن الحياة قد أوشكت على الخلاص ، حتى و إن رأيتها بعينٍ رمادية !
لا تبكي .. فكم ذرفتي من الدموع ؟؟