حتى نتحدث عن بروتوكول الانترنت IPv6 يجب علينا معرفة نبذة بسيطة عن تاريخ البروتوكولات التي تم استخدامها ، ومعرفة العيوب التي كانت بها التي دفعت الخبراء لتحديث و تطوير هذه البروتوكولات.
في البداية دعونا نتحدث عن معنى IP Address ؟
في عالم الانترنت هناك برتوكولات للتعامل بين الأجهزة المتواجدة بها وذلك لضمان الاتصال ووصول المعلومات بشكل صحيح و سريع بين الأجهزة ، احد هذي البروتوكولات هو بروتوكول (IP) ، وظيفة هذا البرتوكول اعطاء كل جهاز رقم او عنوان خاص به ، لذلك كل من يستطيع دخول الانترنت لديه عنوان خاص به يسمى IP Address.
إصدارات بروتوكول الانترنت ؟
هناك إصداران مستخدمان حالياً الإصدار الرابع والإصدار السادس ، حيث أن كل إصدار يقوم بإعطاء رقم للجهاز بطريقة مختلفة عن الآخر تماماً .
الإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت IPv4
يتكون IP Address من 32 بت و يقسم على أربع خانات من الارقام كل خانة تحتوي علي رقم من 0 الي 255 وبالتالي يكون مجموعهم 256 ، كل خانة من هذه الخانات تسمي Octet وهي ترمز للرقم 8 فالخانة الواحدة تحتوي علي اي رقم من 2^1 الي 2^8 (اثنين اس ثمانية)
اي ان الشكل الرئيسي لعنوان الاي بي هو التالي : x.x.x.x حيث ان x يتغير من 0 الى 255 ، وذلك يسمح لنا بإمكان اعطاء عناوين لـ 4.3 مليار شخص تقريبا.
لكن مع تطور وسائل الاتصال وانتشار ثقافة الانترنت ، تزايد عدد دخول الاشخاص حول العالم بشكل كبير مما أدى الى نفاذ تلك العناوين ، فكان من الواجب اكتشاف طريقة جديدة للـ العنونه تعطينا مساحة اكبر من العناوين مع تزايد المشتركين الذين يدخلون الى شبكة الانترنت يومياً.
الإصدار السادس من بروتوكول الانترنت IPv6
بدايات الـ IPv6 كانت عام 1998، حيث كان المقصد الرئيسي من IPv6 هو حل مشكلة العدد المحدود من العناوين IPv4، وعبر الزمن أضيفت العديد من الوظائف والميزات لهذا الإصدار غير أن توسعة العدد المحدود من العناوين بقي هو الغاية من إيجاده.
الإصدار السّادس يستخدم 128 بت للعنوان الواحد (مثلا : 2001:1234:5678:9:1:2:3:4) هذه العملية تتيح لحصول جميع الحواسيب والأجهزة المتصلة في شبكة الإنترنت حيث أنها ستتمكن من الحصول على عناوين فريدة لا يشاركها فيها أي جهاز آخر ، وتمكّنها من الإتّصال ببعضها البعض والتّخاطب مباشرة ، حيث أنها توفر 340 مليار مليار مليار عنوان شبكة مختلف وفريد .
هل يمكننا الانتقال من IPv4 لـ IPv6 بسهولة وبشكل مفاجئ ؟
لا ابداً لا يمكن وذلك بسبب الحجم الكبير لشبكة الإنترنت IPv4 ، بالإضافة إلى أن الكثير من المنظمات اصبح اعتمادها على الإنترنت في عملها اليومي ، وهي بهذه الصفة لا تتحمل التغيير الفوري لنظام بروتوكول الانترنت ، ونتيجة لذلك لن يكون هنالك وقت محدد يتم فيه ايقاف بروتوكول IPv4 ، و اطلاق برتوكول IPv6 محله.
وذلك لأن البروتوكولين يمكن أن يتعايشا مع بعض من غير أي مشاكل ، وبالتالي يستطيع المستخدمين الاستفادة من ميزات برتوكول IPv6 وفي نفس الوقت يمكنهم من استخدام برامج بروتوكول IPv4 وملحقاته.
هل فعلاً نحن نحتاج IPv6 ؟
أهم المفاهيم الخاطئة وأولها هو أننا لا نحتاج إلى IPv6، هذا الاعتقاد جاء نتيجة مرور أكثر من 15 عام منذ تطويره من دون الحاجة لاستخدامه بشكل كبير أو بمعنى آخر لم نحتاج إليه، قد يكون صحيحا ولكن في الوقت الحاضر فان فكرة نفاذ IPv4 أصبحت واقعية ولم تعد بعيدة الوصول. حيث في بداية عام 2011 وزعت منظمة IANA المسؤولة عن حجز العناوين آخر مجموعة من العناوين للموزعين المحليين RIRs ، وعلى الرغم من أن الأخيرة مازال لديها عدد من العناوين القليلة إلا أنها لن تبقى طويلا إن لم تنتهي فعلا وذلك طبقاً لإحصائية تظهر معدل حجز يقدر بمليون عنوان IP جديد كل 4 ساعات.
بعض مميزات IPv6
لايتطلب لإعداده كتابة أي شيء فهو يستطيع أن يولد لنفسه IP بشكل تلقائي ويمكنه العمل مع وبدون DHCP سيرفر.
يوفر تقنية نقل جديدة تعرف بـ Anycast والتي توفر سرعة أكبر في نقل البيانات وتوفير في الـ Bandwidth.
إضافة خاصية الـ IPsec وهي عبارة عن مجموعة من البروتوكولات التي تقوم بحماية و تشفير البيانات خلال انتقالها من مكان لاخر بين الأجهزة.
يوفر خاصية Quality Of Services (QoS) وهو علم كبير في عالم الشبكات ولكن يمكن اختصاره بـ انها تعمل على تحديد جودة البيانات المرسلة.
هل إلغاء الـ NAT سيقلل من أمنية الشبكة ؟
بما إن هناك عدد وافر من العناوين يقدمها IPv6 سينهي الحاجة إلى استخدام الـ NAT لذلك هناك اعتقاد أن الشبكة سوف تكون أكثر عرضة للاختراقات وهذا خطأ أيضا، فالكثير من المتخصصين يعتبرون أن عملية الـ NAT هي إحدى الخطوات الأساسية لتامين الشبكة، إلا إن الحقيقة ليس ذلك فقد يكون اختراق الشبكة من داخلها فهي مجرد أداة وضعت لإعطاء الشبكة عنوان واحد يستخدم عبر الانترنت بدلاً من استخدام عدة عناوين لكل جهاز على الشبكة والذي ساعد على بقاء IPv4 صامداً طيلة هذه الفترة.
هذا والله أعلم .،
إعداد م. محمد الحداد
و تمّ الاعتماد على موقع ويكيبيديا و مواقع أجنبية وعربية أخرى كمصادر للاحصائيات والتواريخ المتواجدة بالمقالة.
