لقد تخطى الاجرام الذي يقوم به الصهاينة وداعميهم وعجزت الكلمات عن وصفه حيث الفظائع بلغت حدا لم يقو العقل البشري على تحمله او ايجاد مبرر له ، هل من العدل والإنصاف ان نسوي بين من يقوم بارتكاب أبشع الجرائم والمجازر بحق اناس فرض عليهم المجتمع الدولي الوصاية ولم يقدم لهم اية ضمانات لأجل العيش الكريم والعمل على اعطائهم حقوقهم ومنها حقهم في تقرير مصيرهم وفق قرار التقسيم ، وبين الضحية؟ .

ما يحدث من جرائم بحق الفلسطينيين العزّل الذين منعهم ما يسمى المجتمع الدولي من امتلاك وسائل الدفاع عن النفس والعيش بأمن وسلام في الاراضي المعترف بها لهم ,جعلتنا نؤمن بنظرية التطور لداروين بشان الحيوانات المفترسة, لان ما يقوم به الصهاينة وداعميهم يثبت انهم اقرب الى الحيوانات منه الى الجنس البشري.

حرب غزة تؤكد لنا كل مطلع شمس ان المجتمع الغربي يعيش حالة من الافلاس الأخلاقي والإنساني العالم المتمدن يغيب عنه المنطق لصالح الوحشية والظلم، يتم مساءلة الأونروا حيث قامت كل من الولايات المتحدة و أستراليا وبريطانيا وكندا وإيطاليا وفنلندا بوقف دعمها للمنظمة بسبب تعبير 12 من موظفيها عن دعمهم للمقاومة واعتبر ذلك تورطا في هجوم 7 اكتوبر! ,المجتمعات التي تدعي التحضر,  تشارك في حملات التجويع والإبادة والانصياع لرغبات بني صهيون. كما ان هذه الاجراءات تعتبر عقابا للأمم المتحدة على موقفها بقبول دعوى جنوب أفريقيا بمحكمة العدل.

انتاب الكثير شعور بالحيرة وبالأخص صاحبة الدعوى دولة جنوب افريقيا من صيغة الحكم الذي اصدرته محكمة العدل الدولية بعدم وقف إطلاق النار في غزة والاكتفاء بالإجراءات (الاحترازية) التي طلبتها, اعتبره الكيان الصهيوني نصرا له ما جعله يواصل وبقوة جرائمه في حربه على غزة دونما توقف أو انصياع, هذه المحكمة تابعة للأمم المتحدة، ويتم انتخاب قضاتها من الأمم المتحدة و"مجلس الأمن"., الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة نعتبرها الراعي الرسمي لاستعباد البشر وبالتالي فان التعويل على قراراتها يعتبر نوع من الجهل بالواقع المر, فالذي لم تعلمه كل هذه الأحداث لن يتعلم شيئا!.  

البعض يرى ان مجرد تقديم الدعوى لهذه المحكمة من قبيل إحراجها وإحراج النظام الدولي وإظهار بلطجته، يعتبر اجراءا غير مسبوق ضد الكيان الصهيوني. ولكن ترحيب الاطراف الثلاثة المدعي والمدعى عليه والضحية, بما صدر عن المحكمة يعتبر ذرا للرماد في العيون, ولا يعدو كونه جولة انتهت بالتعادل بالنقاط, لكنها كشفت الحقد الدفين من قبل الغرب لبقية الشعوب التي كانت تحت رعايتهم لعقود نهبوا خيراتها واستعبدوا سكانها ثم منحوهم الاستقلال المزور.

لئن كانت المحكمة في لاهاي... فان ما صدر عن صنعاء الابية هو الذي يعول عليه ويؤخذ به ,فالحقوق يتم اخذها بقوة السلاح لا بالمفاوضات غير المجدية والتي استمرت لعقود, قضمت خلالها المزيد من الاراضي الفلسطينية فالغرب سيرضخون لصاحب القوة فقط لا غير.

شكرا لليمنيين على نصرتهم لغزة وامتلاكهم اسباب القوة, لفرض وقائع جديدة تعود بالنفع على الشعب الفلسطيني, والمجد والخلود للشهداء ومن يقودون مسيرة التحرر. والخزي والعار لكل من يرتدي البزة العسكرية من العرب مطرزة بالرتب والنياشين ولم يخوضوا اية معركة في حياتهم, واخوانهم يقتّلون ويصلبون امامهم . انها حرب وجود لا حرب حدود.

ميلاد عمر المزوغي