كم من الكسُور في دواخلنا يراها الجميع استقامت على سُوقها ومضت تُسابق الحياة نحو أحلامها ، وتبقى في قلبك (غصّة) تنزف عند أدنى منعطف! وتوجعك ساعة يظنّ كلّ أحد أنها التأمت، وتحترقُ بها حين يوقن العالم أنها مجبُورة. الجبَّار وحده، بيده أن يشفي، أن ينسيك وقعها في قلبك تمامًا، وحدهُ فقط. العناقات، ومواساة الأصدقاء، ومعاول الأطباء التي تسعى لجبر ما فتقته الآلام فيك، وضماداتهم.. لا شيء أمام جبر ربّك الكريم. تعلم هذا كما أعلمه، هذا يجعلني أطمئنَّ عليك، يسكت توجُّسي وأرتاح حين أعلم أنك مع الله، يشجيني حزنك، ويُؤنسني أنَّك ترتِّل كلامه وتدعوه بحرارة، تشجيني معاناتك، ويؤنسني أنه سيكون معك ما دمت معه. صاحبي .. الجروح المكشوفة للنّاظرين بطيئة الإلتئام، إتجاهات الشِّفاء الكثيرة تتعبك، تجعل صبرك هشًا، فاستمطره من الشَّافي يهبُ لك عافيته، اربط جرحك وخذ بشكايتك لربِّك وحده يكفيك . هذه الحياة أشواط! اليوم نبكي وغدًا معنا موعد مع الفرح، اليوم نيأس وغدًا يحين عناقُ الأحلام، اليوم نتعب وغدًا ساعةُ الرَّاحات، اليوم نضيق وغدًا تُشرق شمس السَّعة والرَّخاء.. المهم أن تبقى مع الله، أن تمضي راضيًا عنه، آملاً بفضله العظيم، طامعًا بمغفرته ورحمته، محسنًا في عبوديتك له، تدعوه وترجوه وتسأله كلّ شيء .. صدِّقني، هذا كلّ شيء

لو فقدت عظيمًا، لو فاتك كلّ شيء تحبّه، لو خسرت كلّ ما تتمنّاه، لو تعبت.. يكفيك من كلّ شيء أن الله معك. ﴿ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى﴾ لا سبيل للشَّقاء، ما دمنا نرتله يا صاحبي

- لا أدري لمن لكنها سلوى 🌿