شارك حزب البعث السافل في محاولة اغتيال الزعيم عبدالكريم قاسم واصابته بجروح بالتعاون مع المخابرات المصرية المعادية عام 1959 , ومن ثم جريمة قتله عام 1963 بالتعاون مع المخابرات الامريكية والبريطانية , وتعد هذه الجريمة النكراء , باكورة الجرائم السياسية لعصابات البعث الحاقد , وعلى اثر هذه الجريمة الدموية , خرجت جموع الشعب والجماهير تجوب الشوارع لاسيما في المناطق الشعبية والجنوبية وهي تهتف : (( ماكو زعيم الا كريم كواويد بعثية )) وكان هذا الشعار العفوي يكشف لنا عن التفاف الجماهير وتأييدهم لحكومة عبد الكريم قاسم وخطواتها الاصلاحية , ونفورهم من عصابات البعث المجرم , ثم عبس الزمن وتولى , و أَدَارَ للعراقيين الاصلاء ظَهْرَ الْمِجَنِّ , ومكنت سخرية القدر عصابات البعث من الحكم , من خلال نكسة عام 1963 والتي اودت بحياة الزعيم عبدالكريم قاسم , فعاثت عصابات البعث المشبوه فسادا في بلاد الرافدين , وتشكلت اول ميليشيا اجرامية بعثية تحت مسمى : ( الحرس القومي ) سيء الصيت والسمعة , والذي اعتبره - بعض الخبراء والمتابعين والمختصين - أخطر ميليشيا في تاريخ العراق المعاصر, ومن أبرز الجرائم التي عُرف بها الحرس القومي في بداية الانقلاب هي عمليات الاغتيال السياسية و الطائفية و المناطقية و الارهابية والعشوائية ؛ بالإضافة الى الجرائم البشعة الاخرى و التي عُرف بها الحرس القومي كالاعتقالات الاعتباطية والعشوائية واغتصاب النساء والرجال بحجة الانتماء للشيوعية , و عمليات اعتقال وتعذيب النخب الثقافية بطريقه وحشية , بل شملت العديد من الطلبة وحتى الطالبات اللواتي لم تتجاوز اعمارهن خمسة عشر سنة, وفي هذا الأمر قصص وحكايات تروي ما فعله الحرس القومي بتلك الفتيات ؛ تقشعر لها الابدان ويندى لها جبين الامة العراقية النبيلة , ولم تسلم الفنانات في ذلك الوقت من المطاردة والاعتقال , وفضلاً عن هذه الجرائم هناك عمليات الفصل الوظيفي للعديد من المدرسين وأساتذة الجامعات منهم رئيس جامعة بغداد الدكتور عبد الجبار عبد الله, ولم يقف الأمر عند طرده بل اهانته والبصق في وجهة والقائمة طويلة في هذا المجال للأساتذة الذين تعرضوا لظلم واجرام الحرس القومي ... ؛ بالإضافة الى تفنن عصابات البعث الارهابي بوسائل التعذيب المختلفة وخبرتهم بممارسة الأساليب الوحشية , وللبعث جرأة منقطعة النظير في ارتكاب المجازر الجماعية بحق العراقيين الاصلاء والمواطنين المسالمين العزل ؛ ووصل عدد ضحاياه الآلاف , وكانت وسائل التعذيب السائدة عند البعثية تبدأ من التعليق بالمروحة مروراً بقطع أحد أعضاء الجسم, وصولاً إلى القتل أحياناً, فضلاً عن ممارسة الاعتداءات الجنسية على بعض المعتقلات, اللواتي خرج بعضهن وهُن حوامل من السجون, كذلك استخدامهم لأنواع عدة من وسائل التعذيب النفسي والجسدي, واللافت أن منفذي تلك الجرائم يلتذون بفعلتهم و كانت تعرف هذه الجرائم الوحشية بحفلات التعذيب, ويمكن ربطها بالقسوة التي عُرف بها البعثيون بشكل عام والحرس القومي بشكل خاص, ولم تقف عند الحاق الاذى الجسدي انما ارتبطت ايضاً بالأذى النفسي, وهي تمثيل للسادية, إذ أن الذين يمارسون التعذيب مصابون بالسادية بشكل مؤكد, بمعنى أن هدفهم ولذتهم في الحياة هو القتل لأجل القتل , والتعذيب من اجل التعذيب لا غير ... ؛ إن مشهد الاعتقالات والجرائم التي ارتكبها حزب البعث من خلال مليشيا الحرس القومي وقتذاك ؛ يوحي لأي مراقب موضوعي في ذلك الوقت ان الدولة العراقية مع حزب البعث كانت سائرة باتجاه النظام الشمولي القمعي, وهو الأمر الذي حصل بعد تمكنهم من السلطة بشكل كامل ... . (1)
وبعد ان فاحت رائحة البعث العفنة , وازكمت جرائم الحرس القومي الانوف , وضاق الشعب ذرعا بإرهابهم واجرامهم , وعمت الاحتجاجات والاستنكارات كافة شرائح الامة العراقية باستثناء الفئة الهجينة وشذاذ الطائفية والبعثية والقومجية ؛ قام المجرم الطائفي عبدالسلام عارف بإقصاء البعثيين المجرمين وابعادهم عن سدة الحكم ومراكز القرار الحكومي في الـ18 من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1963 , اذ اتفق المجرم عبد السلام مع بعض الضباط المحسوبين عليه لإطاحة حكم البعث، وبمؤازرة الناصريين والقوميين المنكوسين ... ؛ و أيدت قطاعات واسعة من الشعب العراقي هذه الحركة التصحيحية ؛ من باب : أهون الشرَّين أو أخف الضررين , او كما يقول المثل الشعبي : (( اللي يشوف الموت يرضى بالصخونة )) , فما هما إلا وجهان لعملة واحدة بشعة جدا ؛ وهي التطرف والطائفية والعنصرية والعمالة والخيانة والارهاب والدموية واقصاء ومحاربة الاغلبية العراقية الاصيلة .
وفيما قاله السفاح الهجين صدام في احدى لقاءاته المتلفزة بخصوص حادثة طردهم من السلطة عام 1963 : (( ومن هو ما على سبيل المثال وما استطيع التحدث عنه بتفاصيل دقيقة لأنني كنت عضو في القيادة المسؤولة عن هذا , ظروف ما بعد تشرين عام 1963 , قلة من البعثيين وليس كثرة , ونادر من الشعب وليس كثرة , من كان يتصور ان هنالك عودة لحزب البعث العربي الاشتراكي , او امكانية عودة الى مواقع السلطة من خلال دور نضالي يقوم به , بعد ان حصلت المؤامرة عليه في 18 تشرين عام 1963 وسقط نظام الحكم في ذلك التاريخ , لكن هل البعثيين القلة , هم الي كانوا , وهذا امر طبيعي انو مو دائما وفي كل المواقف , الحالة تصبح حالة الكثرة لأغراض ممارسة الدور القيادي كما ينبغي صعودا , فأقول كانوا قلة من البعثيين هم الذين استمروا في النضال , رغم ان ظروف الكثرة في الحزب وظروف الكثرة في الشعب ما كانت توحي ولا تشجع بمثل هذه الحالة وخاصة في الاشهر الاولى التي اعقبت مؤامرة تشرين على الحزب , ولكن بعد فترة من الزمن , اصبح كل الشعب يشارك في ان الحالة التي اعقبت تشرين هي حالة غير طبيعية , واصبح العد يتزايد داخل صفوف الحزب بين الناس الذين يعتقدون بان النضال ضروري ونتائج النضال الذي تعزز بضوئها الايمان , والتي هي حالة مرئية في الافق وليست حالة ملموسة باليد , حالة ممكنة واعني بذلك انوا في كل نضال , امر طبيعي ان يفضي الى اهداف قابلة للتحقق , فكان البعثيون الذين يؤمنون بمثل هذا يتزايد عددهم يوم بعد يوم واسبوع بعد اسبوع وشهر بعد شهر , اذن من هذا يتبين ماذا يعني الاستمرار 25 سنة بلا انقطاع , لان التاريخ لا قيمة لها اذا ما انقطع عن الاساس المشرق كأهداف او كتصرف من هذا التاريخ , عندما نقول الرفيق الفلاني هو حالة نضالية معروفة ومتميزة لأنه لم ينقطع عن الحزب طيلة 25 سنة , لا قيمة لهذا اذا ما تداخلت في حياته لاحقا تصرفات او مواقف تخل بالمبادئ التي من اجلها واصل النضال 25 سنة ... ))
وظن الناس ان صفحة البعث الحاقد قد انطوت , لاسيما بعد ان تنفس الشعب الصعداء في عهد حكومة عبدالرحمن عارف , والتي كانت اهون الحكومات الطائفية والدموية مقارنة بما قبلها وبعدها , وقد خابت ظنونهم , اذ استيقظ العراقيون على اصوات البعثيين المنكرة , صبيحة يوم 17 تموز الاسود من عام 1968 الاغبر , و عاد البعثيون القوميون الى السلطة هذه المرة بالقطار الامريكي , الذي لا يشاركهم فيه احد .
وابتدأت رحلة سنوات العذاب الطويلة , والعقود المظلمة , والسنين العجاف التي أكلت الاخضر واليابس , واهلكت الشيخ والرضيع , وتوالت المسرحيات البعثية المنكوسة والهزائم السياسية والعسكرية والتي ادعوا فيما بعد انها مجرد اجراءات تكتيكية , بل احتفلوا بها على انها انتصارات وانجازات وطنية وقومية , بدءاً من مسلسل قصر النهاية الرهيب وجهاز حنين الارهابي و قصص جلاوزة البعث الدموي وضباط التحقيق والاجرام , ومسرحية ( ابو طبر) , مرورا بحوادث الاغتيالات ورمي الجثث في الشوارع والحوادث المرورية المفتعلة وازمات الغذاء والمواد الضرورية والحنطة المسمومة , وحرب الشمال وحرب عام 1973 , وتنازل عملاء البعث واوغاد تكريت عن الاراضي العراقية الشاسعة والمياه المحلية لدول الجوار , وتفريق ثروات العراق بين الدول العربية والاجنبية كعربون محبة من نظام البعث السافل لهم , وذهبت اموالنا للأجانب والغرباء ؛ بحجة المساعدات الانسانية والقومية العربية والقضية الفلسطينية ... ؛ حتى وصل الامر بالعار ابن صبحة بالتبرع الى فقراء الولايات المتحدة الامريكية في وقت كان العراقيون فيه يتضورون جوعا , وصولا الى هوس الاعدامات الجماعية والاعتقالات العشوائية والابادة العرقية وانتشار السجون البعثية والمعتقلات الصدامية والطائفية المرعبة , واندلاع الحروب الكبرى التي لم تبقي ولم تذر – الحرب العراقية الايرانية 1980 , حرب الخليج الاولى 1990 , قمع الانتفاضة العراقية الخالدة 1991 , القصف الامريكي المتواصل , ثم حرب عام 2003 - , وانتهاء بالحصار والبؤس والمجاعات وقطع الالسن والاذان والايدي و وشم الجباه كما توشم الدواب , وذبح الناس بالسيوف , وتخريب البلاد وتعذيب العباد , بحيث رجع العراق الى العهود الوسطى المظلمة , اذ لا كهرباء ولا ماء صالح للشرب ولا بنى تحتية ولا قوانين عادلة ولا رفاهية ولا تنمية ولا سيادة ولا ازدهار ولا امن ولا امان ولا تطور ولا استقرار؛ بالإضافة الى انعدام الحريات العامة والشخصية والصحافة الحرة والديمقراطية وحرية العمل السياسي , حيث ساد قانون الغاب وشريعة العقاب الجماعي , وتفرعن التكارتة , وطغى اهل العوجة ؛ وساموا العراقيين سوء العذاب .
ولاحت انوار الحرية وسقط صنم الاجرام والارهاب والبعث والطائفية وانهار نظامه الدموي عام 2003 ؛ و لولا ضحايا النظام البعثي البشع , وتضحيات احرار العراق ودماء شهداء الامة والاغلبية العراقية ؛ لما تحركت القوى الكبرى , استجابة للضغوط الدولية ومنظمات حقوق الانسان , فقد طفح الكيل وفار التنور , وقصص التعذيب والاجرام والارهاب في العراق والتي سارت بها الركبان , ازكمت انوف المجتمع الدولي , واحرجت وسائل الاعلام العالمية .
ومن اوضح الواضحات في سياسة دول العالم الثالث , ان النظام القمعي والحكم الاجرامي اذا سقط , قامت الحكومة الجديدة والجماهير , لاسيما ضحايا جلاوزة النظام البائد , بملاحقة مجرمي العهد البائد وانزال القصاص العادل بحق جلادي وقتلة الانظمة الاجرامية الهالكة , وتجريدهم من كل عناصر القوة , وحماية المجتمع والتجربة السياسية الجديدة منهم , وذلك من خلال ابعادهم ومراقبة تحركاتهم ومحاسبتهم عن كل الجرائم التي اقترفوها ؛ وحضرهم من وسائل الاعلام وتسليط الاضواء على جرائمهم ومجازرهم ؛ لئلا تنخدع الجماهير بهم مرة اخرى .
الا ان الامر في العراق مختلف تماما , ولا يشبه التجارب السياسية الاخرى , فعلى الرغم من انخراط عصابات البعث بعد عام 2003 في عمليات التخريب والتدمير التي طالت مدن ومحافظات العراق , واستدعاء قتلة وذباحة العالم وتقديم الدعم لهم للفتك بالأغلبية والامة العراقية , واسقاط الحكومات الوطنية , اذ شنت عصابات البعث بالتعاون مع العصابات الارهابية والتنظيمات الاسلاموية الطائفية المنحرفة والمخابرات الخارجية ؛ الهجمات الدموية وخاضت المعارك الارهابية والتي اسفرت عن استشهاد الاف الرجال الغيارى من المنتسبين للقوات الحكومية والعسكرية والامنية , بالإضافة الى قتل مئات الالاف من العراقيين الاصلاء والتمثيل بجثثهم ... الخ ؛ اذ قامت وسائل الاعلام المنكوسة والبعثية والطائفية والارهابية ؛ بتبييض صفحة مجرمي البعث , والاشادة بزبانية النظام الصدامي , وليت الامر وقف عند هذا الحد ، اذ اسفرت تلك الكتابات والبرامج المنكوسة عن تغيير المعادلة وقلب الأمور وارجاع عقارب الساعة الى الوراء ، وذلك من خلال ارجاع جلاوزة البعث الى وظائفهم وتعيين بعضهم في دوائر الحكومة الجديدة , بل و تكريم رجال العهد الصدامي البائد بل والإغداق عليهم بالرواتب المجزية والتي مكنتهم من السفر الى خارج العراق والعيش في البلدان المجاورة والاوربية ، والتمتع والاستجمام والاسترخاء بتلك الأجواء الرائعة ؛ بينما يعاني العراقيون الوطنيون الامرين من شظف العيش وقلة الخدمات ، وبعد هذه السياحة المريحة والاقامة الجميلة ؛ كشر ازلام النظام السابق عن انيابهم الصفراء، وبدأت حملات اسقاط التجربة الديمقراطية وافشال سياسة التداول السلمي للسلطة وارباك الأوضاع العراقية ؛ وذلك من خلال الاخلال بالعمل الحكومي ونشر الفوضى والفساد وتعمد البيروقراطية في دوائر الدولة كافة , بالتزامن مع التهديدات الامريكية الخبيثة والارهاصات السياسية واحداث غزة والتطورات الإقليمية ؛ و انتشرت نشاطات اعلامية بعثية وصدامية كثيرة وكبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي , بل وصل الامر الى تعليق ورفع صور المجرم صدام في بعض المناطق , وعادت للواجهة بعض الانشطة المشبوهة , وصدق من قال : (( من أمن العقوبة أساء الأدب )) ولو ان هيئة اجتثاث البعث اوالمساءلة والعدالة ادت دورها بصورة حقيقية وحازمة ؛ ولو ان جهاز الامن الوطني والمخابرات مارست دورها الوطني والمهني في ملاحقة فلول البعث وزبانية صدام ومجرمي الارهاب وجلادي الاجهزة القمعية الصدامية , واعتقلتهم والقت بهم في السجون وقدمتهم للقضاء العراقي العادل وانزل القضاء فيهم قصاص العدالة وعاقبهم بأقسى العقوبات ؛ جزاء وفاقا لما ارتكبته هذه الوحوش البشرية والشراذم الصدامية والارهابية ؛ لما أقدم احد على تمجيد صدام او الاشادة بأيام الزمن الاغبر .... ؛ وبسبب دونية وجبن بعض ساسة الاغلبية العراقية ومخانيث الشيعة وصل الاستهتار بمشاعر ملايين العراقيين من ضحايا النظام البائد حدا لا يطاق ؛ من قبل ازلام النظام البائد وايتام صدام بحيث قام موظفو دائرة شركة الملاحة الجوية بإداء رقصة الجوبي وعلى انغام الاناشيد البعثية والصدامية ؛ تقليدا منهم لأفعال شخصيات النظام البعثي الاجرامي الهالك , وتمجيدا بالمجرم صدام , من خلال احياء ذكراه في دوائر الحكومة التي قامت على جماجم ملايين الضحايا من ابناء الاغلبية والامة العراقية وتضحياتهم الجسيمة في مقارعة البعث ومعارضة صدام … ؛ والمصيبة ان هؤلاء الاوغاد السفلة الذين يتغنون بصدام جهارا نهارا , قد فعلوا فعلتهم الشنيعة هذه امام مدير عام سلطة الطيران المدني عماد الاسدي وبعض المسؤولين …!!.
والادهى من هذا كله ؛ ان يسلك هذا المسلك المنحرف ويسير بهذا الدرب الاعوج ؛ رجال ادعوا مقارعة الظالمين وشخصيات ادعت محاربة المجرمين , ورفعوا الشعارات السياسية التي تندد بالظلم والجور والدكتاتورية والطائفية والعنصرية والاجرام والارهاب والاقصاء والتهميش … الخ ؛ وساسة العهد الجديد , والذين هم من المفترض ان يكونوا على النقيض من رجال وساسة العهد البائد وجلاوزة صدام وجلادي البعث ومجرمي الطائفية ... ؛ و تجرأ بعض الساسة المخانيث و المنكوسين والطائفيين والارهابيين على التصريح وامام وسائل الاعلام العامة فضلا عن مجالسهم الخاصة ؛ بأمور وقضايا ومقارنات تهدف الى تبييض صفحة النظام البائد , بل وصل الامر بالبعض للاتصال والتواصل مع ازلام صدام ومجرمي البعث , وتقديم العون والتسهيلات لهم , بل وحضور مجالس عزاء الهالكين منهم والترحم عليهم , والترحم على الطاغية صدام , والاشادة بجرائمه وايامه الغبراء وسنوات حكمه العجاف …؟!.
وما عشت اراك االدهر عجبا , مجرد ارقام لا قيمة لها , ورفات هامدة , وامعات , واحياء اشبه بالأموات , وعيشتهم في عهد الطاغية صدام كانت كمعيشة الحيوانات ؛ بل أسوء حالا واضل سبيلا , تتخطفهم زبانية المخابرات وجلاوزة الاجهزة القمعية اينما حلوا وارتحلوا , وتسحقهم كما تسحق الحشرات , ومن نجا منهم ؛ عاش فيها خائفا يترقب , او اوى الى الجبال والبراري والاهوار , او التزم الصمت كما القبور …؛ صاروا يمتدحون جلادهم بعد ان اهلكه الله , ويحنون لسياطه التي طالما لفحت ظهورهم ؛ حنين العبيد الاخساء الى اسيادهم اللؤماء ؛ وصدق شاعرنا الكبير المتنبي عندما قال بأمثال هؤلاء الشراذم الذين عششت العبودية والدونية في نفوسهم الهشة :
لا تشترِ “العبد” إلا والعصا معه… إن العبيد لأنجاس مناكيد .
ان التهاون المريب والسكوت المشبوه من جانب الحكومات العراقية ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان , ودوائر الاعلام والصحافة , وقيادات الاغلبية والامة العراقية , والشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية إزاء تحركات ونشطات البعث الاعلامية والسياسية والارهابية في العراق والدول العربية وغيرها ؛ جرّأ عصابات البعث على اعادة تنظيم صفوفها ومزاولة الانشطة المشبوهة , والعمل على اعادة العلاقات الوثيقة مع المخابرات الامريكية والبريطانية وبعض الانظمة العربية ... !! .
واخر المهازل السياسية والفضائح والخروقات الامنية بهذا الخصوص ما صرح به عضو مجلس النواب العراقي علي تركي - ومن على شاشة قناة العهد - ؛ فقد صرح بما يلي : (( ... هناك 6 فروع لحزب البعث في البصرة يراسها "امين سر" ومقسمة على كل الاقضية ... ؛ و تم القبض على مسؤولي تنظيمات البعث المقبور في بابل والناصرية والبصرة مؤخرا... ؛ و ذي قار هي اكثر المحافظات التي تأوي تنظيمات البعث المقبور ... ؛ و ذي قار تحوي على 5000 بعثي ما بين "نصير" وعضو فرقة" ... ؛ و امين سر قيادة "قطر العراق" عصام الصفار متواجد في أربيل حاليا ... ؛ و حكومة أربيل تأوي وتحتضن امير سر قيادة "قطر العراق" عصام الصفار ... ؛ و الإقليم يرفض القاء القبض على البعثيين ... ؛ و مسؤول تنظيمات البعث المقبور في بابل - "سالم الجبوري" من أهالي أبو غرك - حكم عاما واحدا بالسجن لأسباب مجهولة ... ؛ و نفس "البعث" المقبور ما زال متواجدا لدى الكثير حاليا ... ؛ و البعث المقبور يشترك بجميع التظاهرات في محاولة لتأزيم الأوضاع ... ؛ والبعث المقبور يدعم فكرة التدخل العسكري الخارجي بنسبة 100 % ... ؛ و البعث المقبور يدفع باتجاه التظاهرات واسقاط "النظام السياسي" ... ؛ و تظاهرات 2012 و2013 كانت باتفاق ودفع "بعثي" واضح , والحاضنة التي جاءت بشعلان الكريم "بعثية" ... ؛ و هناك شخصيات داخل البرلمان تمتلك النفس "البعثي" ... ؛ واغلب القوى السنية كانت تدعم مطلب الغاء المساءلة والعدالة ... ؛ و بيئة السنة تتمحور بين "البعث" والحزب الإسلامي ... ؛ و تم القبض على "قائد" في جهاز امني كبير مهم قبل أسبوع يعمل كــ "عضو فرقة" في حزب البعث الجديد ... ؛ و قائد شرطة في احدى المحافظات الوسطى تم ترشيحه مؤخرا اتضح انه يعمل في حزب البعث الجديد ... ؛ و البعث المقبور اخترق الكثير من الأجهزة الأمنية ... الخ )) .
وفي الختام , ومن باب الذكرى والتذكير بالأمر الخطير الذي يترتب على عودة الانشطة البعثية المنكوسة , ارجو من احرار العراق وغيارى الاغلبية الاصيلة , ورجال الدين , وكافة العاملين في مجالي الصحافة والاعلام , والوجهاء والاساتذة والمعلمين , وناشطي منظمات المجتمع المدني و وسائل التواصل الاجتماعي , التشمير عن ساعد الجد , وتسليط الاضواء على جرائم حزب البعث , وتذكير الاجيال العراقية والشباب والاطفال بتلك الجرائم البشعة , وخلق رأي عام واجماع وطني على رفض كل ما يمت للبعث بصلة .
...................................................
- 1-جرائم أول ميليشيا بعثية في العراق / د. قيس ناصر / بتصرف .