مثلث برمودا هو جزء اسطوري من المحيط الاطلسي محصور تقريباُ بين ميامي و برمودا و بورتوريكو حيث اختفت العشرات من السفن والطائرات.   احاطت ظروف غامضة ببعض هذه الحوادث من ضمنها حادثة سرب قاذفات البحرية الامريكية حيث تشوش الطيارون عند مرورهم فوق هذه المنطقة و لم يتم العثور على الطائرات لحد الان.

و قد اختفت قوارب و طاثرات اخرى في ظروف مناخية جيدة و حتى بدون ارسال رسائل استغاثة. بالرغم من اقتراح نظريات خيالية لا تعد و لا تحصى فيما يتعلق بمثلث برمودا و لكن لم يثبت اي منها بان حالات الاختفاء الغامضة تحدث بشكل متكرر في هذا الجزء دون غيرها من اجزاء المحيط حيث في الحقيقة يتنقل الناس في هذه المنطقة كل يوم دون وقوع اي حوادث.

اسطورة مثلث برمودا

المنطقة التي يشار اليها بمثلث برمودا او مثلث الشيطان تغطي مساحة 500,000 ميل مربع من المحيط مقابل الطرف الجنوبي الشرقي من ولاية فلوريدا.

عندما ابحر كرستوفر كولومبوس في البحر في رحلته الاولى الى العالم الجديد ، افاد بان لهب كبير من النار ( ربما نيزك ) تحطم في البحر في احدى الليالي و انه ظهر ضوء من بعيد بعد مرور بضعة اسابيع. و كذلك كتب عن قراءات البوصلة غير المنتظمة، ربما لانه في ذلك الوقت كان مثلث برمودا من الاماكن القليلة على الارض حيث يصطف فيها الشمال الحقيقي و الشمال المغناطيسي.

مسرحية وليام شكسبير "العاصفة"، التي يدعي بعض العلماء أنها تستند إلى قصة حقيقية لسفينة تحطمت في مثلث برمودا ، قد عززت هالة الغموض التي تحيط بالمنطقة. ومع ذلك، فإن التقارير عن حالات الاختفاء غير المبررة لم تستحوذ على اهتمام الجمهور حتى القرن العشرين.

و قد وقعت مأساة سيئة السمعة بشكل خاص في مارس 1918 عندما غرقت السفينة الأمريكية سيكلوبس، وهي سفينة شحن بحري يبلغ طولها 542 قدما مع أكثر من 300 رجل و 10 آلاف طن من خام المنغنيز، في مكان ما بين بربادوس وخليج تشيزابيك. لم ترسل السفينة أبدا نداء استغاثة على الرغم من كونها مجهزة للقيام بذلك، و قد تم اجراء بحث واسع و لكنه لم يتم العثور على حطام السفينة. وقال الرئيس الامريكى وودرو ويلسون فى وقت لاحق "ان الله والبحر يعرفان ما حدث للسفينة العظيمة".

و في عام 1941 اختفت اثنين من السفن الشقيقة نوع سيكلوبس و بنفس الطريقة و دون اثر.

و يزعم ان نمطا بدأ يتشكل حيث ان جميع السفن التي تمر بمنطقة مثلث برمودا اما تختفي او يُعثرعليها مهجورة.

ثم، في ديسمبر 1945، خمسة قاذفات بحرية تقل 14 رجلا اقلعت من مطار فورت لودرديل، فلوريدا،و ذلك من أجل إجراء عمليات القصف على بعض المناطق الضحلة القريبة. و لكن اضاعت هذه البعثة طريقها والمعروفة باسم الرحلة 19 بسبب حدوث خلل ما في بوصلات رئيس البعثة .

. وقد طارت جميع الطائرات الخمس بلا جدوى حتى نفذ وقودها و أجبرت على النزول في البحر. وفي اليوم نفسه، اختفت أيضا طائرة إنقاذ وطاقمها المكون من 13 رجلا. وبعد فشل بحث ضخم دام اسبوعا لم يتوصل فيه الى اي نتيجة ،أُعلن تقرير البحرية الرسمي انه "كما لو انهم نقلوا الى المريخ".

النظريات حول مثلث برمودا ---و النظريات المعاكسة

وبحلول الوقت الذي صاغ فيه المؤلف فنسنت جاديس عبارة "مثلث برمودا" في مقالة مجلة عام 1964، وقعت حوادث غامضة إخرى في المنطقة، بما في ذلك ثلاث طائرات ركاب هبطت على الرغم من أنها أرسلت للتو رسائل "كل شيء جيدا". تشارلز بيرليتز، الذي أسس جده مدارس اللغة بيرليتز، أثار أسطورة أبعد من ذلك في عام 1974 عند تأليفه أكثر الكتب مبيعا حول الأسطورة. ومنذ ذلك الحين، ألقى عشرات من الكُتاب الخوارق اللوم على خطورة هذا المثلث على كل شيء من الفضائين وأطلنطس و وحوش البحر و اضطرابات في الوقت الى مجالات الجاذبية المعكوسة ، في حين أن أكثر علماء التفكير أشارو إلى الشذوذ المغناطيسي، أو المياه أو الانفجارات الضخمة لغاز الميثان من قاع المحيط.

ومع ذلك، في كل الاحتمالات، لا توجد نظرية واحدة تحل الغموض. وكما قال أحد المشككين، فإن محاولة إيجاد سبب مشترك لكل حالة اختفاء في مثلث برمودا ليس منطقيا أكثر من محاولة إيجاد سبب مشترك لكل حادث سيارة في ولاية أريزونا. وعلاوة على ذلك، على الرغم من العواصف وثني الاشرع وتيار الخليج الذي يمكن أن يسبب تحديات ملاحية هناك، ان زعيم التأمين البحري لويدز في لندن لا يعترف بمثلث برمودا كمكان خطير بشكل خاص. كما أن حرس السواحل الأمريكي الذي يقول: "في استعراض العديد من خسائر الطائرات والسفن في المنطقة على مر السنين، لم يتم اكتشاف أي شيء يشير إلى أن الإصابات كانت نتيجة أي شيء آخر غير الأسباب المادية. ولم يتم تحديد اي عوامل استثنائية .

________________

ترجمة : سالي الحميري

المصدر : http://www.history.com/topics/bermuda-triangle