عند قرار الرحيل...


أصعب القرارات التي تواجهنا في حياتنا هي

" قرارات الرحيل " مع سابق علمنا أنه لا بقاء أبدي لشيء في هذه الحياة .


ولكننا نجد صعوبة بالغة عندما نقرر مغادرة أي شيء( علاقة ، مكان، وظيفة ، ........)


قرر المصطفى عليه الصلاة والسلام أن يترك مكة ويرحل إلى المدينة لأنه أدرك أن مكة بيئة غير مناسبة لتحقيق رسالته .


خرج منها حزين وأخذ يودعها قائلاً: والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أن قومي أخرجوني منك لماخرجت ).


بعد قرار الرحيل ، لم يقضي صلى الله عليه وسلم  بقية  حياته متحسراً على الأيام الجميلة التي قضاها في مسقط رأسه مكة بين أهله ، بل تجاوز الأزمة بسرعة وبقوة ، وأخرج لنا من رحم ذلك القرار المر نور شع على العالم كله حيث أسس عليه الصلاة والسلام "الدولة الإسلامية الأولى" .


لم يعد عليه الصلاة والسلام للإستقرار في مكة حتى بعد أن تهيأت له الفرصة ، لأنه وجد البديل الأفضل .


أبحث دائماً عند البديل الأفضل في حياتك .


كل  شخص منا يحتاج  أن يغادر شيء ما في حياته ( عادة سيئة ، علاقة غير مريحة ،  وظيفة تستنزف طاقته ، مكان لا يجد فيه تقدير،....... )


لا ننكر أن قرار الرحيل  صعب ولكنه أحياناً ضرورة مثل الدواء مر ولكن فيه الشفاء.


كن جريئاً ،شجاعاً ،ثابتاً ، عند إتخاذ قرار الرحيل ، اسمح لكل الأشياء غير المفيدة أن تخرج من حياتك  إلى الأبد ودعها بلا ضجر أو حنين .ورحب بالبديل وأستقبله بكل فرح .


وسوف تُدرك يوماً ما أن البدائل التي حصلت عليها بعد رحيلك ، كانت أفضل من الأشياء التي تركتها .


* عواطف السفري