ذكر الحكماء قديما ؛ صفات وسمات للأحمق وقليل الوعي ؛ ومنها : انه يحشر انفه فيما لا يعنيه , ولا يميز بين الاعداء والاصدقاء , ويصرف وقته فيما لا يخصه ... الخ ؛ هذا بالنسبة للإنسان العادي , فما بالك بالمسؤول الذي انتخبه مكون ما , والذي من المفترض به , تمثيل ذلك المكون الاجتماعي خير تمثيل في النظام السياسي , والمطالبة بحقوقه والدفاع عن قضاياه وملاحقة اعداءه وانصاف ابناءه والسهر على صونه وحمايته من الاخطار القريبة والبعيدة , بالإضافة الى وضع الخطط والاستراتيجيات للنهوض بواقع ذلك المكون والانطلاق به نحو التطور والازدهار والتنمية ... .
لكل تجربة سياسية جديدة اخطاء وهفوات , وجل من لا يخطئ , وفي كل نظام سياسي جديد ؛ نرى شخصيات انتهازية وصولية نفعية , وهشة وضعيفة ومريضة , وقليلة الوعي السياسي وينعدم عندها الشعور بالمسؤولية والوطنية والغيرة الاخلاقية ... ؛ متواجدة في مفاصل الدولة ومراكز القرار السياسي .
وامثال هؤلاء تنطبق عليهم الامثال الشعبية التالية : (( من قلة الخيل شدوا على الكلاب سروج )) والمثل الشعبي القائل : (( عايف امه وابوه ولاحك مرة ابوه )) والمثل الشعبي القائل : (( شفجه على الغير , غمه على اهله )) ... ؛ نظراً لانعدام بعض الأشياء الأصلية والشخصيات النبيلة ، ونفاد الجيد منها واستبعاد الاحرار والشرفاء ، استلم مقاليد الامور وتبوء مقاعد الحكم في العراق ؛ وظهر في وسائل الاعلام العامة ؛ النطيحة والمتردية والقميء والامعات والشخصيات الهزيلة الهشة , وساد القبح والدجل والانحطاط والدناءة والغباء والجهل وسائل الاعلام ... ؛ فمن المؤسف والمضحك ما نراه من تصرفات بعض ( غمان ومخانيث ونمايم ) الاغلبية الاصيلة , وما نسمعه من قرارات وتصريحات تصب في مصلحة المكونات الاخرى , ولا علاقة لها بما تعانيه الاغلبية العراقية , بحجة الوطنية والانصاف ؛ علما ان لتلك المكونات رجال وشخصيات تعمل اناء الليل واطراف النهار على جر النار الى قرصتها , وخدمة ابناء مكوناتها ولو على حساب مصالح واستحقاقات الاغلبية العراقية ... ؛ فالبعض من هؤلاء ( الغمان ) يسارع الى زيارة الاعلامي الفلاني (( الحلو )) لأنه من الطائفة السنية الكريمة عندما يتعرض لحادث بسيط , ويصور تلك الزيارة على انها انجاز من انجازاته ( الخرط ) , او يحضر تشييع احد الفنانين , او يلبي دعوة احدى الفاشينيستات المرتبطات بالأجندات الخارجية المنكوسة , او عندما يلتقي بالإعلامية الفلانية او الاعلامي الفلاني تعتريه قشعريرة تجعله يهرف بما لا يعرف ( ويكوم يحجي شيش بيش ) ويتحول الى محامي يدافع عن حقوق جلاوزة النظام البائد ومستحقات عائلة صدام المجرمة ؛ بحجة تطبيق القانون والعدالة ... ؛ و عندما يكثر المرء عطاءه وخيره على غير أهله وأقاربه , ويصرف جهوده وامواله على الغرباء ، فهو أشبه بالشجرة التي تسقط ثمارها في غير حوضها ... ؛ لذا جاء في المثل : (( الشجرة العوجة ثمار في غير حوضها )) .
فهل من المنطق ان يدافع محافظ البصرة عن حقوق اهالي الانبار ويعمل على تنفيذ الخدمات فيها , تاركا خلف ظهره مسؤوليته الحقيقية ووظيفته الفعلية في ادارة شؤون البصرة وليس الانبار , اوان يتبرع السياسي الشيعي للدفاع عن الكرد الانفصاليين بينما يهمل هموم وقضايا مكونه الاجتماعي ... , وهل من الانصاف والعدالة ان تتدعي ان جلاوزة النظام السابق وقع عليهم الظلم والجور , ولابد من اخراجهم من السجون بل واعطائهم جوازات سفر عراقية , كعربون محبة وصداقة للبعث والصداميين , بينما يعاني ابناء الاغلبية من مختلف الهموم اليومية في دوائر وسجون الدولة ؛ اما كان الاولى بك الدفاع عن اهلك وناسك والذين انتخبوك واجلسوك على كرسي السلطة ...؟!
اما ان لك ايها الهش القزم المنبطح ان تنتبه لنفسك وتراجع حساباتك , وتحفظ شرفك وسمعة قومك , وتدافع عن بني جلدتك , وتترك مكة لأهلها لانهم اعرف بها منك واحرص منك عليها , ولا تغرد خارج السرب , وتلتزم الجماعة , فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية , والا انتظر من العراقيين الاصلاء الضربة القاضية , لان امثالك لا يستحقون تمثيل الاغلبية العراقية الاصيلة , ولا ينوبون عن اتباع علي الكرار واحفاد الحسين والعباس ؛ ولا يمثلون هموم وامال وتطلعات ابناء المكون الاكبر ... ؛ وليكن في علمك ان الحض الارهابي والانفصالي الذي وضعت نفسك فيه ؛ سرعان ما يلتهمك بعد ان يلفظك اهلك ويطردك مكونك .