صباح الثلاثاء ، التاسع من شهر رجب .. 

اول لقاء  ، اول شعور بالحياة ، حينما التقت عيناي بعيناك صدفة ، و دون تخطيط مسبق ، اول رجفة لي ، حينها فقط علمت ماذا يعني ان انتظر ان اترقب و ان أراك في جميع البشر ، لم يكن شعور سيء لكنه غريب إلى الحد الذي يؤلم  ، فقد استقر في اعماق شراييني و بين اوردتي  ، و قد وصل ألمه إلى حد النخاع ، ادركت انه سيؤلمني و انه سيميتني و انا على قيد الحياة ، ادركت انه سيأخذ روحي و يبقيني جسدا هزيل  ، لم اكترث لذلك فقد كان يسعدني بقدر ما يؤلمني .. 

هل أخبرك إلى أي حد استقر حبك؟ إلى سابع سماء في روحي إلى اعمق وجداني إلى أبعد نقطة تراها عيني إلى أصعب ألم يؤذيني ، صوتك وعيناك و رسمة شفتيك قد اخذتني من ثبات العقل إلى الهذيان ، إلى الأمان ، إلى الجمال ، قد اخذتني من نفسي و اهدتني إليك  .. 

ما المؤلم إذاً؟ أنك لا تراني ، انك تنساني و انك تتجاهلني ، مع ذلك مازال حبك يتغلغل في دمي ، مازال عشقك حياة يبقيني ، مازالت عيناك أملا تعطيني ، مازال صوتك أوتاراً اغنيها على حزني ، مازلت انتظر منك القليل لأسعد و انتظر الأقل لأعيش.