"الحياة كالبصلة؛ نزيل عنها طبقاتها سنة بعد سنة, ونبكي أحيانا". - كارل ساندبيرج, شاعر أمريكي

هنا خطوة عملية نحو الكتابة: إن استعصت عليك البداية, فاكتب "كان ياما كان" على الورقة. افعل ذلك الآن, جرب؛ أظنك ستجد لهذا الفعل سكينةً. بالإضافة إلى أنك قد وضعت شيئا على الورقة ستجد أن هذا الشيء, الكلمات نفسها, قد استقرت في مكانها وبدأت تدعو غيرها إليه.

لقد مرّت عليّ هذه النصيحة في مكان ما, لكني لا أذكر أين على وجه التحديد. لا أريد أن أسرق فكرة أحد كما أني لا أريد نسبتها خطأ لغير صاحبها. أظنها كانت في كتاب الطبخ (الطاولة الجميلة, كيف تأكل العشاء), لكني لا أقسم على ذلك. على أية حال, قدمت إحدى المؤلفات نصيحة نقلتها عن جدتها, تقول: إن كنت لا تعرف ماذا تصنع لعشائك, فخذ بصلةً وقطعها وضعها في قِدْر. هذا الفعل, والرائحة, وحقيقة أن البصل داخل في كل طبق, كل هذه العوامل مجتمعة كفيلة بأن ترسم خطة طبخٍ فورية وعفوية. وإن لم يحدث ذلك, فأنت على الأقل حصلت في مطبخك على النكهة فاتحة الشهية.

"كان ياما كان" كانت تلك البصلة لكثير من كتاباتي في حياتي الدراسية والمهنية. مقالات في الأحياء في سنوات الثانوية؛ مقالات في الأدب والتاريخ في الثانوية العامة؛ تعليقات على أثر الطعام في أعمال فلانري أوكنور, وأخرى عن أثره في أعمال إليزابيث براون وغيرها. عرض لكتب وتعليقات على أخرى ومقالات كثيرة, افتتحتها كلها بـ "كان ياما كان".

أنه من المحرج قليلا, لكنه قد يكون مفيدا لأحدهم أن أعترف أنني انتهى بي الأمر دائما بمحو مقدمة "كان ياما كان" من أعمالي مع استثناء بسيط. بل أحيانا كنت أشعر بالضغط تحت وطأة همِّ إن كنت محوتها أم لا من كتابة أو تحرير لقاء مع أديبٍ ما. لكنها أمر كان لابد منه للانطلاق.

لكل أولئك الذين كانوا أطفالا يوما ما, أو أنصتوا يوما لحكاية ما, وكلنا كذلك؛ هذه الكلمات تثيرُ نوعا عجيبا من الحماس والتشويق. شيءٌ ما على وشك أن يحدث, وعادة ما يكون هذا الشيء أمرا مثيرا من بدايته حتى وسطه ونهايته؛ شيء غالبا ما يكون خارج عالمك الذي تعيش. حتى لهؤلاء البالغين الراشدين فإن لهذه الإفتتاحية سحرُ الوعد بما هو آت. كما توحي هذه العبارة بأنه ثمة رشيدٌ عالمٌ متحكمٌ بسيرِ الحكاية وإن كانت هذه الحكاية خارج نطاق الزمان. وقد يكون هذا الرشيد العالم المتحكم أنتَ أيها الكاتب, بل السحرُ كله عندما تكون أنت الحكواتيّ بـ "كان ياما كان" على الورق.

- سايدي ستاين The Paris Review