د. علي بانافع.
الأنانية والحبُّ الكاذب،
ذلك هو نكران الجميل والتَّنكُّرُ له،
وتلك هي الأنانية البغيضة المقيتة،
والإحساس الميت والتبلد المتعمد،
وهي صفات لقلوب ميتة الأحاسيس،
فاقدة المشاعر،
بعيدة عن الوفاء،
خالية من الصفاء،
نائية عن النقاء،
دنيئة عن الإرتقاء،
إنها ضحلة التفكير والتدبير، عديمة،
لا تفكر إلاّ في نفسها، تأخذ لا تُعطي،
تهدم لا تبني، تُفرق لا تجمع، تهذي لا تسمع …
إن هذا اللون من البشر عديمُ الأخلاق والشهامة والمروءة، إنّ هذا الصنف من البشر ذهابه خير من بقائه، وموته خير من حياته، لأن مرضه القلبي سرطاني خبيث، ولأنه لا يعرف معنى الحب، فلا يُعْبأ، ولا يُكْتَرَثُ به، ولا يُتَنَدَّمُ ولا يُتَحَسَّرُ عليه، إنه عضو فاسد في المجتمع، عالة عليه …
يجب بتره وقطّعه لنعيش بحب صادق، يُتَبادَلُ فيه العطاء، وتتلاقى فيه المشاعر؛ فتنمو وتسمو، في ألفة ومحبة ومودة وتفاهم وتناغم، ووجد وأُوامٍ وغرام وهيام، بعيدين عن تلك الصورة الكأداء لبعض البشر الذي يرى نفسه أنه هو الأحق، هو الأعلم، هو الأفهم، هو الأتقى، والأزهد، هو المثقف، هو الذي يستحق كلّ شيء …
إنّ الغُصَّة التي يستلهمُها الباحث المتابع والمتتبع، والألم الذي يستشفُّه القارئ مما نعاني منه، هو داء ابتلي به كثير من طيبي القلوب …
وهو ألم قلَّ مَنْ سلِمَ ونجا منه، لأننا نعيش في مجتمع جُلُّهُ غُثاءٌ وغَثاء، هم أشباه الرجال، فليس كل من لبِسَ ثوبًا رجلاً، وليس كل من ارتدى عمامة عالمًا، وليس من التحى سُنيًا ...
فكم من غُتَر على بقر، وكم من عمائم على بهائم، وكم من تَيسٍ 🐐 التحى وهو بلا حياء …
هكذا نعيش وهكذا نواجِه ونُواجَه ونُجابَه 😳