ما قام هذا النظام السياسي الجديد في العراق ؛ وما انبثقت انوار الحرية والديمقراطية ؛ الا بدماء واهات وحسرات ملايين العراقيين الاصلاء , وما تحركت قوى الاستكبار والاستعمار لإسقاط صنم الاجرام والارهاب عام 2003 ؛  الا بعد ان فاحت رائحة جرائم عميلهم المدلل , وازكمت انوف الاحرار في كل انحاء العالم فضلا عن العالم الغربي . 

والنظام البعثي الهالك  لا يقل اجراما وارهابا عن الانظمة النازية والفاشية ان لم يكن ابشع منها ؛ والسفاح النافق ابن صبحة ؛ أسوء حاكم حكم العراق على الاطلاق ؛ اذ فاقت جرائمه ومجازره جرائم الحجاج وزياد بن ابيه ومجازر المغول والتتار ؛ ولا زالت الاغلبية والامة العراقية تطالب الحكومات العراقية  والمجتمع الدولي ؛ بإنزال القصاص العادل بحق مجرمي وجلادي وازلام النظام الاجرامي البعثي  ومطاردتهم ؛ اينما كانوا وحيثما حلوا .

الا ان غيارى الاغلبية وشرفاء الامة العراقية  وذوي الضحايا والشهداء وابناء المقابر الجماعية والسجناء والمعتقلين ؛ صدموا عندما شاهدوا جموع شراذم البعث وجحافل الاجهزة الصدامية القمعية ؛ تسرح وتمرح من دون حسيب ولا رقيب , وتفلت من يد العدالة بعد سقوط نظامهم الاجرامي , ولم يكتفوا بهذا , اذ راحوا يعيدون تشكيل تنظيماتهم الارهابية واجتماعاتهم الشيطانية , ومن ثم بدئت صفحة العمليات الارهابية والانتحارية والجرائم الطائفية والتصفيات العرقية والمذهبية ؛ وسقط جراء اجرامهم مئات الالاف من الشهداء والجرحى ؛ وبدلا عن سوقهم الى مقاصل الاعدام والسجون ؛ قامت الحكومات المتعاقبة بتقديم التنازلات لهم  تلو التنازلات ؛ فقد حصلوا على رواتب تقاعدية مجزية , ولم تصادر ممتلكاتهم واموالهم السحت , بل سمح لهم بالدوام في دوائر الحكومة ,  والتنازلات لا زالت مستمرة , فالضغوط الامريكية والبريطانية حاضرة , واخيرها وليس اخرها , ترشيح المدعو شعلان الكريم لمنصب رئاسة البرلمان العراقي ؛ وهو المعروف بارتباطاته الارهابية و ولاءه الصدامي ...!!