الهدف الأساسي الذي ولدت من أجله الديموقراطية هو (تحرير الجماعة من سيطرة الفرد) بينما الهدف الأساسي الذي ولدت من أجله الليبرالية هو العكس!، أي (تحرير الفرد من سيطرة الجماعة)!... قد تبدو الفكرتان متناقضتين لكنهما ليستا كذلك بل هم متعارضتان فقط أي أن كلًا منهما تدفع بالأخرى في الاتجاه المعاكس!، ولكن بالنهاية تمكن الغربيون من الجمع بينهما في النظام الاجتماعي والسياسي لبلدانهم تحت اسم ((الديموقراطية الليبرالية)) بحيث لا يطغى الفرد على حقوق الشعب ولا يطغى الشعب على حقوق الأفراد!، وهذا هو جوهر مفهوم الديموقراطية الليبرالية التي تقوم على الموازنة العقلانية بين حقوق (الجماعة/الأمة/الشعب/المجتمع) وحقوق (الأفراد) حيث تقوم الدولة الديموقراطية الليبرالية، بقوانينها وسياساتها، بلعب دور (الأداة/الوسيط) التي تحافظ على هذه (الموازنة العقلانية العادلة والذهبية) بين المجموع وأفراده، بحيث لا يطغى الفرد على حقوق ومصالح المجموع بحجة الحرية الشخصية، ولا المجموع يطغى على حقوق ومصالح الفرد بحجة المصلحة القومية!... لقد فهمت هذا الأمر ليس بالاطلاع على جذور الفلسفة الليبرالية والفلسفة الديموقراطية فقط بل من خلال اقامتي كمواطن يعيش حاليًا في أعرق دولة ديموقراطية ليبرالية في العالم أي بريطانيا!

سليم نصر الرقعي

https://www.facebook.com/salimragi

[email protected]