القصة اللي بتسمعونها الحين مرعبة وخطيرة على كل اللي يسمعونها.

قفل اخوي محمد الراديو على طول وقال:اقول ما حنا ناقصين رعب ومعنا الخواف سعيد(اللي هو انا) وضحكوا هو و محسن ولد عمنا اعرفكم بنفسي انا سعيد بن مفرح طالب متوسطة ، وانا لي اخو واحد وهو اخوي محمد ، انا تقريبا اخاف من كل شيء ، لدرجة انهم صاروا يسمونني الخواف

كنا رايحين انا واخوي ومحسن لقرية من قرى جنوب المملكة وهي قريتنا اللي كانوا ساكنين فيها اجدادنا اول قبل ما ننقل الى الرياض ، بس ما زلنا من فترة لأخرى نروح قريتنا عشان نقابل جماعتنا ونحضر مناسباتهم كان الوقت متأخر من الليل وكانت الساعة 12 تقريبا ، وكان الطريق مظلم جدا وكنا بصعوبة نميز الطريق حتى اننا كنا بنطلع عن المسار ونطيح بين الجبال اكثر من مرة بسبب ضعف الرؤية في الشارع بدبنا نسمع صوت تخبيط في السيارة كانه شيء يصقع فيها من داخل ، او انه فيه شيء خربان ، فجأة وبدون اي انذار ، طفت انوار السيارة ، وبدا اخوي يهدي السرعة لين وقفت السيارة تماما ، ما ودي ابالغ بوصفي ، لكن كان اكثر شيء خايف منه هو صوت الهوا ، كان مرعب جدا ، او ممكن كان عادي بس انا بطبعي اوسوس من اي شيء رجع اخوي محمد وقال لنا : مع الاسف السيارة فيها حرارة عجيبة ، يمكن لو مشينا متر زيادة كان انفجرت فينا ،مع ان درجة الحرارة ما كانت تتعدا 5 درجات ، ما كان فيه اي مبرر نحطه لهذي المشكلة العجيبة،لكن اخوي محمد طمننا وقال انها ما بتقعد اكثر من ساعتين ان شاء الله.  اخوي محمد ومحسن ولد عمي يطقطقون علي وانني خواف ، طبعا كانوا دايم يستغلون اي وقت فراغ لهم بالطقطقة علي ، المشكلة انني اصغر منهم كلهم ، واذا جيت ارد لساني يوقف ما ادري وش اقول ، بس انا مضطر اتعود على سماجتهم لان هذي صفاتهم صعب تتغير

فجاة ، سمعنا صوت انهيار شيء كبير ، وكان فوق الجبل ، لا! 

كانت صخور كبية وكثيرة تطيح من فوق الجبل من فوقنا مباشرة ،على طول ركبنا السيارة ، وحاول محمد يشغلها ، اشتغلت السيارة كان ما فيها شيء ، مع ان مالنا غير ربع ساعة من يوم وقفنا بدينا نمشي ونبعد عن الانهيار الصخري الكبير،بس الغريب ان الصخور كانت تطيح من الجبل للهاوية على طول ،ما كانت تجي على الشارع حجرة وحدة حتى.


كانوا محمد ومحسن هادييين ولا يطقطقون علي كعادتهم ،اكيد يفكرون باللي صار وكيف صار كذا.


بدينا نشوف انوار القرية ،ارتحت كثير خصوصا انها اول انوار اشوفها من 3 ساعات تقريبا ، طبعا غير انوار السيارة ، دخلنا القرية وكانت هادية كعادتها بما ان الوقت متاخر ، قال لي اخوي محمد ، دق على العيال خلهم يفتحون الباب ، كانوا اثنين اخوان وهم سعد و مسفر وهم عيال عمنا وهم ساكنين هنا في القرية.


دقيت عليهم لان ما عندهم الا تلفون في بيتهم بحكم انهم ساكنين في قرية ، وبعد حالتهم المادية ما تساعد ، قلت لهم يفتحون الباب لاننا قريبين ، وصلنا لبيتهم وسلمنا عليهم وقعدنا نسولف شوي ، بس ما قدرنا نتحمل التعب ونمنا.


قمنا في اليوم الثاني و افطرنا فطور جنوبي ما ذقت مثله في حياتي ، كان لذيذ بدرجة ما تتصورونها ، قالوا الشباب يبون يطلعون حديقة قديمة موجودة في القرية ؛ هذي الحديقة مساحتها كبيرة وشاسعة ، بس الناس تاركينها لان يقولون فيها جن واللي يدخلها ما يطلع و من هالخرابيط القروية.


طبعا انا اول ما سمعت بالموضوع رفضت انني اطلع معهم ، لكنهم لزموا علي انني اروح معهم وقالوا انهم بيطلعون من العصر لين الفجر ويرجعون ،حتى لو اطلع معهم لين المغرب بعدين لو بغيت اقعد في السيارة وانتبه للاغراض.


انا وافقت على فكرتهم وقل اهم شيء انني ما انزل الحديقة ذي في الليل ، لان حتى لو ما فيها شيء انا بخوفي باتخيل اشياء فيها ، جهزنا الاغراض لين العصر وصلينا العصر ومشينا للحديقة.


طول الطريق كان محمد ومحسن يطقطقون علي كعادتهم ، و سعد ومسفر كانهم كانوا محترميني شوي بما اني ما اشوفهم الى كل فترة ، اما انا فكنت اسمع وانا منقهر ولسانة كأنه مربوط .


لحظة.!

جتني فكرة جنونية ، بما انني بكون في السيارة ، ليه ما اخذ حقي منهم طول هالسنين، بانني استغل انهم ما هم شايفينني بتخويفهم ، كانت فكرة جنونية بس تراكم الضغط علي اجبرني اسويها.


بس كيف ب اقدر اخوفهم ؟، تذكرت ان فيه قناع في شنطة السيارة ، كان قناع مستذئب او (مذؤوب)،شراه ولد خالي سلطان ع اساس انه كان بيخوفنا فيه ، بس شفته وهو يلبسه فحطه في السيارة ونساه و من يومها وهو هنا.


ماعلينا من القناع ، المهم كيف باقدر اخوفهم فيه ووش الطريقة؟

قعدت افكر طول الطريق وهم يسولفون ، وكانهم نسوا اني معهم في السيارة ، بس طلعت فكرة بين افكار كثيرة اكنت هي اللي ممكن تنجح.


وهي انني انتظرهم لين يبعدون و ابدا ادق بوري او (هرن) من السيارة ، و اخليه متواصل لين ما يجون ، و اذا جو بروح ورا شجرة و اجيهم بعد ما اغرق القناع عصير فيمتو من اللي موجود في عزبة الطلعات على اساس انه دم ، و باخذ التي شيرت حقي واشققه و ارميه جنب السيارة من الجهة اللي بجي منها.


كانت فكرة تحتاج التنفيذ بس ، وصلنا الحديقة وقعدنا وشوينا وقعدنا نسولف ، ابو بالأصح قعدوا يطقطقون علي ، لين اذن العشاء ، اخذوا الفرشة وقعدت لحالي في الحديقة المظلمة الكئيبة .


قعدت انتظرهم لين بعدوا و اختفوا ببن اشجار الحديقة المرعبة ، قلت في نفسي : هذي فرصتي الوحيدة عشان اخذ حقي منهم.


بدأت اشقق التي شيرت حقي ورميته عند السيارة ،اخذت القناع ولبسته ، كان القناع حار مرة كانه طالع من فرن ، على طول بعدته عن وجهي ، حسيت ببرودة المنطقة شوي و اخذت نفس عميق ، لبست القناع بسرعة و دقيت البوري ، طولت و انا اضغطه ،بس ما احد جاء او حتى بدا يجي في اتجاهي.


بديت اقلق انه جاهم مكروه او شيء سيء ، تشجعت وقلت لازم اساعدهم ، حاولت اشيل القناع لك..لكن القناع كان ماسك فيني بقوة ،كانه صار جزء مني ، لا! يدي بدأ يغطيها الشعر.


كانت مسالة وقت قبل يغطي الشعر جسمي كامل .


اغمى علي و فوقت في مكان غريب ،مكان الرؤية فيه غريبة، الشجر لونه ازرق ، بس كان فيه سيارة جنبي ، كانت سيارتنا.!


استوعبت بعدها ان الخلل ما هو في المحل ، الخلل فيني انا ، لانني صرت مذؤوب ، لمحت اخوي وعيال عمي جايين من بعيد ، ما حبيت اخوفهم ، على طول هربت وضعت بين اشجار الغابة. قصص جن : جن في قريتنا. . !(Part 3)


دخلت بين الاشجار ، ضعت في نص الغابة ، حتى ما امداني اعرف وين انا.!

حاولت اميز اي شيء ، بس كان صعب ، لانني كنت في نص الحديقة ، وكان الشجر مغطي الرؤية تماما..!


بديت اسمع صوت ينادي : سعييييد ، يا سعيييييد ، ويضحك بطريقة مرعبة.

كان يكررها اكثر من مرة ،وبفس النبرة بعد. . !

و الغريب انه كان كل مرة يجيني من جهة.!


في البداية حسبته شخص مجنون يدور حول الحديقة و ينادي اي اسم ، لكن عرفت انه يقصدني يوم قال (يا سعيد ولد مفرح،اذا تبي ترجع سليم لاخوياك ، ارم الطاسة في الكرسي)


بديت افهم ان اللي يصير لي شيء ممكن حله ، والطريقة انني احط طاسة في كرسي ، بس اي طاسة؟ وأي كرسي؟ ووين القاهم؟


بعد ما هدأ المكان هدوؤه الغامض ، وغطى الغيم السماء الصافية ، وبدا المطر يصب فوق راسي ، انجبرت انني اقعد تحت اي شجرة ، رحت قعدت تحت شجرة ، فكرت بأهلي ، معقولة اهلي الحين بيخسروني ، وخلاص بينسونني ، و باصير جزء من ماضيهم ؟


واخوياي ، معقول ما دوروني ، ولا كلموا الشرطة يبحثون عني ، ولا يمكن انهم زيي الحين حاجزهم شخص مجهول يطلب منهم طلبات غريبة.


بدأ النوم يداهم عيوني ، ما أبديت له اي مقاومة ، وأستسلمت لقوته الجبرية ،وانصعت لأوامره الصارمة ، اخيرا ، غرقت في عالم الاحلام ، لعلي استعيد فيه بعض ذكرياتي الجميلة.


لقيت نفسي في نفس الحديقة ، بس كانت الحياة تدب فيها ، كأنها حديقة ثانية ،او انني قمت بعد سنين ، كانوا اجدادي كلهم قدام عيني ، كنت اشوفهم ، كانوا شباب صغار ، بس..بس كيف اشوفهم وهم اصلا غادروا هذه الحياة من عشرات السنين.


قاطع تساؤلاتي شاب في اول العشرين ، جاني وقال ، يا سعيد ، مستقبل هذا المكان بيدك ، انت ما تدري لو حطيتها وش بيصير ، حطها ، حطها يا سعيد حطها.


قمت من نومي و الوقت باقي ليل ، ما كانني نمت الا كم دقيقة ، جاء على بالي الحلم ، تذكرت الشاب اللي كلمني ، كان مكانه قريب من مكاني هنا ، ايه..ايه كان عند ذي الشجرة ، اللي كانت في الحلم خضراء تفتح النفس ، اما الحين ذبل الورق كله ، صارت كانها (جثة شجرة).


بس وش ذا اللي فوقها ، كانت هي ، كانت الطاسة ، معلقة فوق الشجرة الميتة ، كانت نظيفة مرة، كانها جديدة،مع ان اللي فهمته ان لها اكثر من 70 سنة.


كانت فرصتي الوحيدة ، بدات اتسلق الشجرة ، و كل ما قربت منها تذكرت اهلي ، واصدقائي ،كنت اشوفهم قدامي ، كنت كلي امل و انا اطلع ، مسكتها...مسكت الطاسة ، بديت انزل من الشجرة بحذر وبهدوء شديد ، نزلت من الشجرة.


كنت راضي و كلي امل لين تذكرت (الكرسي) ، الحين لقيت الطاسة ، بس وين ب القى الكرسي؟



ضعت في دهاليز الافكار ، ومتاهات العقل ، احاول اتوصل لأي شيء ممكن يفيدني والقى على الاقل جزء من حل لهذا اللغز  الملعون.



قاطع افكاري صوت ، بس ما كان اي صوت ، كان صوت صراخ ناس ، كانو..كانوا اخوياي ، كانوا يصارخون صراخ مرعب ، كان صراخ ناس يصارعون الموت ، بأي طريقة كانت ، بس كنت مدرك انهم قاعدين يموتون ، وانا اسمع صوتهم ، لكنني كانني مربوط هنا في هذا المكان .



قعدت ادور و ادور اي شيء ممكن يدلني على الكرسي 


فجأة. . !


سمعت صوت خطوات ثقيلة جاية من وراي ، وكل شوي تزيد قوة الخطوات ، على عكس الطبيعي ، كنت فرحان فرحة ما توصف ، انسان ، انسان جاء وشافني ، التفت وراي ، كان ما فيه اي احد ، ولا فيه اي علامة تدل انه كان في هذه المنطقة انسان غيري طبعا ، توقعت انني اتوهم بما انني ما شفت احد من فترة.



اااه ، صرخت صرخة انتفض منها كل جسمي ، كان فيه رجال قصير جدا واقف قدامي ، وكان يبكي بطريقة هستيرية ، وقعد يقول (ليه انتم جيتوا ، ليه خربتوا حياتنا ، ليه قتلتوا من قبيلتنا العشرات ، حنا ما اذيناكم ، انتم ليه اذيتونا.)



تجمدت في مكاني من الخوف ، رجولي ما عاد تشيلني من الخوف ، اخيراً ، قدرت ارد عليه واقول : م م من انت؟



قال لي انا؟ كل هذا وتسال مين انا؟ انا اللي قتلتوا كل عائلتي ، و ارسلوني القبيلة انتقم منكم ، يا سعيد ، اقسم لك بالله انكم ما بتفلتون مني ، بتندم ، وضحك بعدها ضحكة انتصار.



غمضت عيني وفتحتها ، ما لقيته ، بس هالمرة كنت متاكد انني ما اتخيل ، و ان اللي صار صدق ، و انا الحين مضطر انني اواجه شيء ما اشوفه ، ولا احس فيه ، وكل اللي اعرفه عنه اننا قتلنا اهله ، وهو بيقتلنا. . !



عرفت انني ما اتعامل مع بشر ، انا اتعامل مع عالم غير عالمنا ، عالم ما اعرف عنه شيء ، عالم الجن. . !





عُثِرَ على هذه المذكرات قرب احدى الحدائق المهجورة في احدى قرى الباحة ، وكانت ملطخة بالدم ، مما ساهم في اصعاب المهمة على محققينا ، الجدير بالذكر ان المذكرة هذه بعد تحرياتنا و بحوثاتنا ، عرفنا بانها تعود الى المريض (سعيد بن مفرح) من مستشفى ***** النفسي ، عنبر ** انفرادي ،اما المريض فهو يتحدث الى شخص ما بخوف وفزع بكلمات غير مفهومة و هو يبكي بشدة ، اتضح انه يتحدث الى شخص قصير جدا بما انه دائما ما ينظر للاسفل اثاء حديثه ، وقد عثر على ٤ شباب  بجوار الحديقة ، حيث كانت اعينهم تنظر الى مكان غير محدد ، وكانوا ينزفون بشدة وهم في حالة شلل تام ، باستثناء جملة يتناوبون على قولها وهي (يا سعيد ارم الطاسة في الكرسي) ، والى الان الاطباء في حيرة من حالتهم ، ولم يصدر اي بيان رسمي بشانهم ، لكن على الارجح ، حالتهم ميؤوس منها.