مزاجي كتابة أنثر فيها الحروف فتُشكل حقلاً أضيع فيه ولا يُضيعني, مزاجي نص يسند اعوجاج ظهر أحلامي, يُشذّب أطرافها حتى تتجدد وتخضر, نص تبدو الحياة بعده سهلة منطقية إلى درجة أن أشهق من النتيجة لا لروعتها بل لأنها كانت بديهية جداً فكيف قصُرَ حِلمي/صبري/طاقتي/وعيي وأخيراً أملي عن استيعابها, كيف تذمرت من طريق سُدّت أو أخرى تلوّت حتى أصطدم بجدرانها التي نبتت فجأة ومن العدم, كيف تذمرت من طريق تعرجت لا لأتعثر فيها بل لتكسر نفسي أو طريق أُضيئت حتى تأكدت تماماً من خطف أنفاسي فرحلت بها وتركتني !
مزاجي حبر بلون الربيع ولغة بحجم الحياة وريشة بل مجموعة منها لا تصلح للرسم بل لرش الألوان على سطح مائي, و قماشة بيضاء أرميها على الماء الملون فلا تتبلل بل تمتص الألوان تماماً, قماشة ملونة أرفعها, ملونة أعلقها على جدار الأيام, قماشة جافة بفعل نسيم الحياة, برّاقة بفعل لون الربيع, مفعمة بالجمال بفعل كل الأشياء الجميلة!
تفكيري رواية لا تصلح للحكي ولا للكتابة, رواية مشاهدها لحظية, شخوصها حقيقية أحداثها حقيقية لكنها لا تصلح لأي شيء إلا للتفكير, أتخيلني وأنا أفكر فيها فأكتشف ملابساتها/تفاصيلها/خفاياها .. تماماً كما يكتشف الطفل حل لغز ما يا لنشوة فرحته! .. أتخيلني وأنا أتأمل فيها للمرة الثانية كما يتأمل المبدع أي شيء فيبدع في فنه وأبدع أنا في تفكيري, يالشعوره في تلك اللحظة ويا لإحساسي الموازي لذلك الشعور ! . أتخيلني وأنا أجازف بابتكار حلول لها كما يبتكر عبقري زمانه ابتكاراً ما, يا لإنجازه .. يا لإنجازاتي أو خساراتي.. يا للحياة التي ستكون حياتي لو أن حيز الخيال ضاق بي واتسع حيز العمل فيّ.
تفكيري رواية تصلُح للتفكير , أتأمل أن تَصلح به للتدبير .. وأصلُح أنا بهما للحياة !