شتاء.... 


مريم الشكيلية 






لم تمطر السماء إلى الآن رغم كل الأجواء الشتائية والإستثنائية  إلا إن الهطول لا يزال غائباً كغياب حرفي الذي أحاول أن أجره جراً بمداعبة فصل النزيف الكتابي...


إن شرفتي تطل على بحيرة نص وحقل ورق وزهور محنية بفعل رشقات حبيبات ثلج تزورها بين الفينة والأخرى....


وعلى طاولتي فنجاني الصباحي وقصاصات حرف جف حبره منذ الليلة الماضية وبقايا رماد من مدفئة الشتاء وثلاثة كتب إتفقنا على قراءتها على شرف فصلنا المفضل....


وإن لم ينجب هذا الشتاء نصاً يتوغل في جذورك يبقى شتاءً بملامح الفتور مع وقف الشعور وأننا كنا نتحايل على الأبجدية معاً...

غياب روزمة من مفرداتنا صنع مصادفات لقاءاتنا على مقهى الورق وكأن كتاباتنا تحيك موعداً لها....


هل وصلك شريان بعد كل هذا الضجيج، والإزدحام وهذا التلبد الحبري الذي أطاح بقلمي في فصل الهطول؟!....

هل وصلك برتجاف شعور كما أوحى لي عندما أعدت نشره على شرفة الورق....؟!


أعلم إنك الآن ترسم بسمة كسولة على حدود ثغرك وأنت تحاول تصور دهشتي وترقبي لردات فعلك على شريان ومشاكسة حرفك...