الديموقراطية المفقودة ... عقم سياسي على الساحة الليبية
المراقب السياسي والإعلامي على الساحة الليبية لا يجد سبيل على توافق ومخرج للازمة الليبية التي تشتد من حين إلى أخر لتشكل بديلا منطقيا لرئاسة السيد فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعمة أمميا، ومع قائد عملية الكرامة المشير خليفة قائدا للجيش العربي الليبي ورئيس برلمان طبرق المستشار عقيلة صالح .
القول بوجود عقم سياسي يحيط بالساسة الليبية هو قول ناتج عن فقدان ليبيا للمسار الديمقراطي الذي ينهي الصراع السياسي الليبي والاتجاه إلى بناء دولة ليبيا الحديثة.
من هنا ينبع غياب القدرة الديمقراطية المفقودة من الساسة الليبية على صياغة التسويات التي تتركز
من حقن الدماء الليبية ووحدة الأرض الليبية ووقف التدهور الأمني وتوفير الخدمات الإنسانية للمهجرين من أبناء الوطن الليبي في صراع دام أكثر من ستة أعوام على التوالي.
حرب ليبية قد قامة تطبع في قلوب الساسة الليبية طابع التسويات والمصالحة الوطنية ليس بطابع الغلبة وغلبة الفرقاء على الآخرين من أبناء الوطن الواحد.
لكن التسويات كانت قائمة حتى قبل الحرب الليبية، التي تمثل اليوم الجانب القوي بين الفرقاء الذين يتخاصمون ضمن نظام الامتيازات الجهوية والسياسية الليبية الذي كان سائدا في ماضي والعودة إليه يعمل على انشطار الدولة الليبية العصرية.
عوامل عديدة تتعلق بتفاصيل المشاورات وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في موعد أقصاه
فبراير 2018 ومراجعة تشكيل وصلاحيات المجلس الرئيسي ومنصب القائد العام للجيش الليبي واختصاصاته وتوسيع عضوية المجلس الأعلى للدولة الليبية.
آمال عديدة من إجراء تعديلات دستورية لتضمين الاتفاق السياسي في الإعلان الدستوري بلمسات برلمانية في لجان مشتركة من أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبية.
إن العمل السياسي الليبي يكون مبارك وناجح عندما لا توجد قوى خارجية تدخل في تفاصيل الشأن الليبي تاركة الأمر الداخلي إلى امتدادات الليبيون في العمل السياسي المبارك التي تحتل موقع هام في الصراع الليبي الداخلي ومع علاقات ليبيا مع الإقليمية الكبرى.
لقد بلغ التضارب بين الرفقاء الليبيون ذروته وبات عليهم التمسك بالوطن الليبي ولملمت الشمل الليبي وإعادة التنازلات بين الفرقاء السياسيين الليبيين حتى ولو جزئيا من اجل تحقيق المصالحة الوطنية .
لن يكون هنالك استثناء مواطنين ليبيين من اجل تسوية عملية سياسية ليبية شائكة وشبة مستحيلة، فلا بد من وجود قوى متضررة على المستوين الجهوي والسياسي الليبي.
الدور المباشر في الاتفاق مع الفرقاء يعمل على كشف مصدر تفاصيل العمل الوطني الليبي وهو عمل وفاقا حقيقيا على الأرض الليبية لحل النزاع بين إطراف النزاع.
الدور الذي يخدم القضية الليبية داخل الوطن وليس خارجه ، هو دور لعملية الولاء لدولة ليبيا وبإرضاء الجميع من معظم القوى السياسية الليبية المتنازعة على سلطة الدولة الليبية.
الوفاق الليبي عيار عن مشروع لقانون توافق يحصر فيه حق المتنازعين الليبيين داخل أطرهم الجهوية والسياسية ويحول دون تأثير أي كتله عند النظرة الأيدلوجية التي تعطل مسيرة الوطن في التقدم والاستقرار والازدهار وتحقيق الأمن القومي الليبي.
بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس
