عندما كان ساسة العهد الملكي البائس يمارسون أرذل التصرفات ويشرعون اسوء القوانين و القرارات ؛ من قبيل ( عفاط ) جعفر العسكري ومن لف لفه من ابناء الفئة الهجينة من بقايا العثمنة ورعايا الانكليز ... , او سمسرة امين بغداد العمري والذي بسببها اطلق عليه لقب ( كواد بغداد ) او استهتار الهجين صباح نوري السعيد وتصرفاته المنحطة في بغداد... الخ ؛ كان الغرباء والدخلاء والطائفيون والعنصريون والمنكوسون ومن وراءهم جوقات المطبلين و( اللوكية ) والمتملقين وجحافل الصحافة والاعلام والثقافة والاعلاميين والصحفيين والفنانين ... ؛ يبررون تلك المثالب والهبوط والانحطاط الاخلاقي , بأن ( العفاط ) خلق بغدادي اصيل , و (الزيج) مسألة طبيعية , وهيبة الحكومة تبقى كما هي وان كان وزراء الحكومة شلة من ( العفطية والسرسرية ) ...!!
اما بخصوص اللواط والنكاح والدعارة والسمسرة ؛ فهذه الامور تعد من الثقافة ولا تتعارض مع قيم واخلاق الامة العربية المجيدة والاتراك والعجم او قيم الحضارة الغربية , واما قيم الامة العراقية واخلاق وعادات وتقاليد العراقيين الاصلاء فلا تعني لهم شيئا ولا يأبهون بها وبهم ...!!.
وانطوت الصفحة السوداء للعهد الملكي البائس , الا ان صفحات الفئة الهجينة والمنكوسين لم تنطوي بعد , فقد جاء العهد الجمهوري الدموي , وابتدأ هذا العهد بشعارات وهوسات ( بس هل الشهر ماكو مهر ) و ( متعجب خالق له بعيره ) وسحل الجثث في الشوارع , وفي عهد الزعيم عبد الكريم قاسم اختلط الحابل بالنابل , اذ تم اختراق حكومته من قبل العناصر القومية والبعثية الحاقدة والمعادية , وكان الزعيم يظهر ومعه اطفال العراق وهم حفاة , وقد وثقت وسائل الاعلام ذلك ...الخ ؛ وكعادة الاعلام الاصفر ادعت الفئة الهجينة ان العراق بخير .
وجاء عهد الطرطور الطائفي الحقير المجرم عبد السلام عارف والذي كان مثالا للشخص الطرطور , واغلب خطاباته ( الجنجلوتية ) اضحت مادة للسخرية والاستهزاء من قبل العراقيين , وجاء من بعده اخوه الذي لا يميز بين الناقة والجمل , و احداث وشخصيات هذا العهد مثار للجدل والسخرية ؛ امثال حكايا وسوالف ابو فرهود رئيس الوزراء التكريتي طاهر يحيى الذي كان بذيء اللسان وفاسدا ... الخ ... ؛ ومع كل هذه المهازل قالوا : ان العراق بخير والحكومة هيبة .
ومن ثم جاء عهد حزب البعث السافل وهمج تكريت ورعيان العوجة , واخر رجال المهزلة السياسية والمسرحية القومية والطائفية ؛ امثال : ابو الهوش المجرم احمد حسن بكر , وربيب الشوارع دوحي بن صبحة والمشهور بصدام , والشاذ المنحرف المأبون خيري طلفاح والمعروف بحرامي بغداد , والهجين عزت ابو الثلج , والهجين طه الجزراوي ابو نادية , والمتخلف علي كيماوي والمتخلف حسين كامل , والكسيح الشاذ عدي بن سجودة ... الخ , وتنازلت هذه الحكومة عن اراضي ومياه عراقية شاسعة لدول الجوار , واهلكت ملايين العراقيين , وعاش العراقيون في عهدهم أسوء فترة مظلمة في التاريخ المعاصر , حيث القتل والرعب والسجن والاعتقال والتعذيب والسخرة والحروب والمقابر الجماعية والاعدامات والاعتقالات والتصفيات الجسدية والتطهير العرقي والطائفي والجوع والحرمان والمرض والتخلف والقمع والخوف والفقر والعوز وتكميم الافواه واسكات الاصوات المعارضة وانتهاك حقوق الانسان وتهميش الاغلبية العراقية ... الخ ؛ ومع كل هذه البلايا؛ تتدعي الفئة الهجينة والبعثية : ان العراق كان بخير وعز ورفاه ...!!
لم يتركوا عملا اجراميا او فعلا قبيحا او تصرفا شاذا الا و ارتكبوه , ولم يعرضوا عن الرذائل والخسة والدناءة , اذ لم يتركوا جريرة او جريمة او مثلبة الا وفعلوها... الخ ؛ ومع ذلك لم ينبس احد ببنت شفة , و يعترض عليهم او يشجب افعالهم الدنيئة ؛ فضلا عن تسليط الاضواء عليها وفضحها امام الرأي العام , او الاستهزاء والسخرية منها وتسفيه اصحابها والحط من شأنهم وقيمتهم .
وبعد سقوط صنم الانظمة الطائفية والدكتاتورية والدموية عام 2003 , ومجيء العهد الديمقراطي , والسماح بالحريات العامة والخاصة , واتاحة المجال امام كل العراقيين للتعبير عن آرائهم وافكارهم , وانبثاق مئات الصحف والمجلات والاذاعات والفضائيات والمواقع الالكترونية العراقية , وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين العراقيين ... ؛ لم يرق لأعداء الامة والاغلبية العراقية هذه الاحوال السياسية والتغييرات الايجابية ؛ فشنوا الاف الهجمات والعمليات الارهابية ونفذوا مئات الغزوات والمعارك الخاطفة الاجرامية , وخربوا البلاد وسفكوا دماء العباد , وعطلوا عملية البناء والاعمار , حتى تم القضاء عليهم بقوة وعزم سواعد ابناء الاغلبية العراقية الاصيلة ومساعدة بعض الشرفاء من ابناء الامة العراقية .
الا ان الحرب النفسية والتسقيط الاعلامي وهجمات الذباب الالكتروني والجيوش الاعلامية ؛ لا زالت مستمرة , اذ استهدف هؤلاء المرضى كل مرافق الدولة وانجازات الحكومات العراقية ودوائرها , بل طالت سهام التنمر والنقد الهدام العراقيين الاصلاء انفسه والعراق العظيم , ولا عجب في ذلك ؛ اذ قال كبيرهم الاعلامي الذي علمه التدليس والدجل والمدعو سعد كوجة او البزاز : (( هاي مو دولتنا , لازم انخرب بيها كل شي )) .
فاذا قام المسؤول الحكومي والسياسي العراقي الاصيل بتوطيد العلاقات الخارجية ؛ قالوا عنه : ذيل وتبعي وعميل , ويفضل الشؤون الخارجية على الداخلية ؛ وان اعرض عنها ؛ قالوا : انها حكومة فاشلة ...!! .
وان خفض جناحه للمواطن او المسؤول الاجنبي , وتواضع له ؛ قالوا عنه : ذليل و( مخربط ومو هيبة ومو مال حكم ) ؛ وان شمخ بأنفه امام الاعداء , او رفع رأسه امام الاجانب ؛ زهوا وفخرا لأنه ابن العراق العظيم ؛ قالوا عنه : متكبر ومتغطرس ...!! .
وان اعطى في الحصة التموينية مادة غذائية او زاد من اخرى ؛ عيروه بها ( ابو العدس ) بينما كانت دجاجة المصلحة ( الخايسة) او نخالة الطحين الرديئة تعد مكرمة صدامية ومنقبة بعثية في ايام حكم السنة والمجاعة – كما يعبر عن ذلك البعض , ردا على مقولة : ان الشيعة ليسوا اهلا للحكم – والسنوات العجاف لحكم دوحي بن صبحة , والزمن الاغبر ...!! .
وللعلم انا اتكلم هنا عن ظاهرة قديمة جديدة , ولا علاقة للمقالة باستقبال وزير النقل العراقي للوزير الاسباني ؛ الا ان الصورة جاءت مع المقالة كشاهد ليس الا , وان كنت لا احبذ للمسؤول العراقي في العهد الجديد ان يخدمه غيره , بل ان يخدم نفسه بنفسه , وكم تمنيت ان ينال الاعلام الاصفر من بعض الحكام والامراء الخليجيين الذين حولوا الموظفين والمواطنين في بلادهم الى عبيد او اشبه بالخدم , فلماذا الكيل بمكيالين ...؟! .