سرحت بخاطري يوماً
علياء الحنشية
سرحت بخاطري يوما متأملة في جمال محيّاها رغم التجاعيد التي علت وجهها والتي لم تزده إلا جمالاً في عينيّ ، وطِيب حديثها المصحوب بدعوات طِيب قلبها ،وأسئلة ترددها بين الفينة والأخرى كطفلة قلبها بريء من حسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب . نظراتها الحانية، أقرأ فيها الحب المكنون في أعماقها ، كلماتها التي تهمس بها في أذني إذا أقبل طفل للسلام عليها تنم عن جودها والبركة التي فاح عبيرها منذ أن وطأت قدماها بيتي .
نمت يوما مفترشة الأرض فإذا بيدها الحانية تربت على كتفي ولسانها العذب يردد انهضي يا ابنتي كي لا تتألمي ، من خشونة الأرض، تخاف عليّ أن أتألم وهي تخفي ألمها عني . حينها سرحت بخاطري في كلام خير البشر عندما قال : (أمك ثم أمك ثم أمك) ليس من فراغٍ أن يُرددها ثلاثا وإنما لعظيم صنيعها الذي لا نستطيع أن نرد جميله ولو لزِّمنا قدميها ليلاً ونهاراً .
هنا أقول بنبرة حزينة يملؤها الأسى، انهض من سباتك أيها المحروم من أجر أمك قبل أن يفوتك قطاراً للجنان راحل ، عندها ستعض على أناملك ندماً لكن هيهات هيهات؟ ينفع الندم .