كثيرة هي الشبهات والاتهامات التي طالت شخصية السيد اسعد العيداني وبعض المقربين منه , ولم تقتصر تلك الدعاوى والتصريحات  حول ملف الفساد فحسب , فقد اشتكى الكثير من الناشطين والاعلاميين والكتاب والصحفيين من مضايقات وتهديدات السيد اسعد العيداني لهم , والمفروض بساسة العراق ومسؤولي الحكومة العراقية ؛ تشجيع الصحافة الحرة وافساح المجال امام الحريات العامة والخاصة , واتاحة الفرصة للجماهير للإدلاء بأصواتهم فيما يخص الشؤون والهموم الوطنية العامة , ونشر روح الديمقراطية وصون وتقديس حرية التعبير ... الخ ؛ باعتبار ان هذا العهد الديمقراطي العراقي الجديد قام على انقاض الانظمة القمعية والدكتاتورية والدموية والطائفية والعنصرية والمناطقية , والتي كانت تحارب الكلمة وتقمع المعارضين والاعلاميين والكتاب والصحفيين الوطنيين . 

يتعرض الكتاب والصحفيون والإعلاميون المعارضون والناشطون، إلى حملة منظمة متواصلة لتضييق حرية الرأي عبر الملاحقات والاعتداءات والضغوط بهدف إسكاتهم ومنعهم من توجيه الانتقادات للحكومة وكشف قضايا فساد وانتهاكات تقوم بها أحزاب  وجماعات متنفذة... ؛ من قبل بعض الساسة والمسؤولين ... , وضمن سلسلة الملاحقات والمضايقات والاستهدافات ضد الاعلاميين والصحفيين والكتاب والناشطين , دعاوى السيد محافظ البصرة اسعد العيداني القضائية , وشكواه القانونية ضدهم , اذ قام محافظ البصرة أسعد العيداني في وقت سابق ، برفع دعوى قانونية ضد الإعلامي حيدر الحمداني الذي اعتاد كشف قضايا الفساد والانتهاكات في دوائر الدولة. وقامت السلطات الأمنية في البصرة بإلقاء القبض على الإعلامي حيدر الحمداني، وفق مذكرة قبض على خلفية دعوى قضائية أقامها محافظ البصرة عليه. ونظم صحافيون وإعلاميون وسياسيون حملة دعم على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بالإفراج عنه. وهو ما أسفر عن قيام السلطات الأمنية بإطلاق سراح الصحافي بكفالة 50 مليون دينار... ؛ واقام ضده دعوى قضائية اخرى ايضا ... الخ .

و طالما اتهم السيد  العيداني  بترهيب الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني الذين ينتقدون سياساته... ؛  وفي عام 2022 ؛ أوقفت الشرطة العراقية الإعلامي حسين الشحماني لمدة 15 يومًا، بعد أن اتهم السيد العيداني بالفساد... ؛  كما رفع العيداني عشرات الدعاوى القضائية ضد الصحفيين والنشطاء الذين انتقدوه... الخ .

والغريب في الامر ان السيد العيداني نفسه ؛ طالما وجه سهام نقده واتهاماته ضد هذه الكتلة او تلك الشخصية , ومارس دوره في حرية التعبير من اجل الصالح العام كما يدعي , وقد شعر بفرح غامر عندما تمت اقالة قائد شرطة البصرة جاسم السعدي ؛ الذي اتهمه السيد العيداني في وقت سابق , اذ قال : (( ... "امتلك ملفات فساد وتسجيلات صوتية تثبت تورط قائد الشرطة السابق جاسم السعدي بتلقي رشاوى من بعض ضباط الشرطة"، موضحاً انه "مستعد للوقوف أمام القضاء وتقديم الادلة والبراهين التي تدين السعدي بالفساد"... ؛   )) وقام قائد شرطة البصرة جاسم السعدي برفع دعوى قضائية ضد السيد العيداني بتهمة التشهير ... الخ ؛ وكذلك اتهم في وقت سابق السيد عدي عواد بالتقصير في ملف المياه والحدود العراقية البصرية مع الكويت وغيرها ؛ فها هو السيد اسعد العيداني يبيح  لنفسه حرية التعبير وتوجيه سهام النقد والاتهام للآخرين ؛ فلماذا لا يسمح للإعلاميين والناشطين والكتاب والصحفيين بممارسة حقهم في النقد وتتبع الحقائق وتسليط الاضواء على الملفات السياسية والخدمية ...؟! 

وعليه يجب على الكاتب اياد السماوي وباعتباره من النخبة الاعلامية والثقافية العراقية ؛ ان ينصح صديقه السيد العيداني ؛ بضرورة دعم الصحافة والاعلام وحرية الرأي والتعبير , وعدم مطاردة ومتابعة ورصد حركات وتصريحات رجال السلطة الرابعة وغيرهم من المواطنين والبصريين ... ؛ والمسؤول الواثق من نفسه ومن اداءه الوظيفي ومن براءة ذمته ؛ لا يخاف من تصريحات وانتقادات  الاخرين ؛ وقيل في الامثال الشعبية قديما : (( حرامي لا تصير ؛ من سلطان لا تخاف )) وفي الدول المتحضرة يرد المسؤول المتهم على الاخرين بكل اريحية وروح رياضية  ؛ ومن دون تشنج وصياح وانفعالات ( وعنتريات وكلاوات ) ومسرحيات . 

ومن أكثر القرارات الحكومية المحلية للسيد العيداني والتي أثارت انتباهي وهزتني بقوة , وتذكرت بسببها ؛ قرارات الحكومات الهجينة ومنها حكومة الهجين صدام والتي تفوح منها العنصرية  الطائفية  والمناطقية الضيقة ؛ قراره بخصوص التجاوزات في البصرة ؛ اذ قال السيد العيداني في بيان :  إن” حكومة البصرة غير ملزمة بتعويض اي متجاوز على ارض البصرة الا اذا كان من اهل البصرة حصراً، وما عداهم من المتجاوزين فحصصهم من الموازنة الاتحادية تذهب الى مدنهم الاصلية وحكوماتهم المحلية كفيلة بإيجاد حل لهم”...!!.

العراق وطن العراقيين الاصلاء , والجنوبيون الكرماء بَعْضُهُمْ أوْلَى ببَعْضٍ ؛ فلا تحاول التفريق بين اهالي العمارة والناصرية والبصرة ايها العيداني  , وبسبب هذه الاجراءات العنصرية والمناطقية ؛ اصبحت محافظات شمال العراق وكرا للأجانب والغرباء وخنجرا في خاصرة العراق , وكذلك انفصلت الكويت عن العراق بإجراءات مماثلة لتلك التي يعمل بها السيد العيداني , اذ تنكرت الكويت لكل ما هو عراقي اصيل , وطردت سكان الكويت العراقيين , وجاءت بالغرباء محلهم , والبعض منهم الى هذه اللحظة لم يحصل على الجنسية , حقدا منهم على العراقيين الكويتيين الاصلاء ... ؛ ولعل  فرح بعض سكان الكويت بفوز السيد العيداني في الانتخابات الاخيرة ؛ يشير الى تقارب الجانبين واشتراكهما بنفس الرؤى المنكوسة والمعادية للعراق العظيم الواحد الموحد ... ؛ والا ما فرق المواطن العراقي والذي يسكن البصرة منذ سنوات او عقود وهو من اصول عمارية او ناصرية او واسطية وبين المواطن العراقي من الاصول البصرية ؛ فكلاهما عراقيان وجنوبيان ولهما الحق في السكن بأية محافظة عراقية فضلا عن محافظاتهم الجنوبية ذات الثقافة والهوية الواحدة ...؟! .

وقد يسأل سائل : ما السبب الذي دفع  السيد اسعد العيداني وصديقه الكاتب اياد السماوي , وبعض الجيوش الالكترونية والمواقع الاعلامية ؛ لشن الحملات الاعلامية والتصريحات بالاتهامات ضد نواب كتلة عصائب اهل الحق ؛ سابقا وحاليا ...؟ 

اما بخصوص السيد اسعد العيداني , فالرجل معروف وحسب تقييمات بعض الساسة , انه يميل مع مصالحه الشخصية حيثما تميل , ويتماهى  مع القوى السياسية الانية الفائزة او القوية , ويقلب ظهر المجن للخاسرين او الاقل خطرا ومنفعة , ولعل تقربه من التيار الصدري في مسألة تشكيل الحكومة عقب الانتخابات البرلمانية الاخيرة  , بل قد انتشرت اشاعة  ؛ قبيل الانتخابات البرلمانية الاخيرة , مفادها : انضمام تحاف تصميم التابع للسيد العيداني الى الكتلة الصدرية ... ؛ وقال رئيس التحالف ( تصميم ) عامر الفائز في بيان :  “لقد أنتشر في العديد من وسائل التواصل الاجتماعي ,  خبر مفاده انضمام تحالف تصميم الى الكتلة الصدرية فأقول : بصفتي رئيس للتحالف بالوقت الذي نتمتع بعلاقات طيبة مع الكتلة الصدرية ... ؛  فأننا لم ننضم الى الكتلة الصدرية كما تم نشره”... , وتبادل السيد العيداني وقتها الزيارات مع ساسة وقادة الكتلة الصدرية ... ؛ وعلى الرغم من مقاطعة التيار الصدري للانتخابات المحلية الاخيرة , وقبل الاعلان عن المقاطعة , تواصل السيد العيداني مع التيار الصدري في البصرة ومد يد العون لهم , فيما يخص التنسيق معهم في الانتخابات المحلية , ورجح الكثير من الخبراء والمتابعين , ان السيد  العيداني مدعوم من التيار الصدري، او يطمح للحصول على تأييد الصدريين في الانتخابات المحلية الاخيرة , بل ان البعض صرح علنا : بان ابناء التيار الصدري في البصرة انتخبوا السيد اسعد العيداني نكاية بخصومه الاطاريين ولاسيما مرشحي كتلة عصائب اهل الحق ... الخ  , من اوضح الشواهد على ذلك , فالسيد العيداني يعرف تمام المعرفة , ان التقرب من التيار الصدري يعني التبري من خصومهم , بل والهجوم والتهجم بسبب ومن دونه عليهم , اذ اضحى رجال وساسة كتلة عصائب اهل الحق , باب حطة , فمن اراد التقرب من الصدريين وموالاتهم , والنجاة من غضبهم ومقاطعتهم ؛ فعليه التبري من العصائب والطعن فيهم ... ؛ ومن خلال ما تقدم تعرف السبب في سلوك السيد العيداني ومن تبعه تجاه السيد عدي عواد وباقي رجال كتلة عصائب اهل الحق . 

اما الكاتب اياد السماوي ؛ وباعتباره صديق الطرفين ؛  السيد اسعد العيداني , ومن جماعة الحجي المصابين  بالعقد المرضية والعنصرية المناطقية تجاه ابناء ورجال وقادة الجنوب الاصلاء , وباعتبار ان العصائب اضحت ( حايط نصيص , او ردود مظالم ) فكل من اراد التقرب من هؤلاء وغيرهم ؛ تهجم عليهم , وحملهم مسؤولية ما يجري في العراق ومنذ اكثر من 20 عاما , حتى ان الهجين المدعو فائق الشيخ علي ؛ اعتبر ان حكومة السيد السوداني ؛ هي حكومة العصائب ... ؛ تعد مقالته ضد السيد عدي عواد ؛ نتيجة طبيعية لما ذكرناه انفا . 

وعلى طريقة كاتبنا السماوي اقول للهجين فائق الشيخ علي : (( عمي يا الاذري يا ابن  دعبول , يا ريت كل الحكومات عصائبية اذا حكومة السوداني منهم )) . 

وهذه شهادة الكاتب البصري اياد الامارة بحق السيد عدي عواد : (( ... وأهل البصرة يحبون السيد عدي عواد بقوة أيضاً ... , ولكن لم يكن خطابك  - يقصد بذلك الكاتب اياد السماوي - الموجه للسيد النائب عدي عواد منصفاً... , للأمانة النائب عدي عواد من أفضل النواب الذين مثلوا البصرة نيابياً ... , والرجل يحظى بشعبية واسعة في المحافظة ... ؛ أقول ذلك وأنا أبن هذه المدينة ... ؛ عدي عواد قدم للبصرة الكثير وهو في دائرة الكهرباء ودافع عن حقوق المدينة بقوة وهو في هذا المنصب , بل منع تعديات الآخرين على المدينة ولدي تفاصيل دقيقة حول هذا الموضوع ... , وعندما أصبح نائباً كان الأقرب للبصريين الذين وجدوا فيه الجدية بالعمل، والتحمل، والتواضع، والمتابعة، والحرص على الإنجاز ... , البصريون لا ينكرون إنجازات النائب عدي عواد ويشيدون بها والدليل هو مقدار الأصوات التي حظي بها ... ؛ واكو حچاية بالبصرة مفادها: إذا عندك شغلة روح لعدي عواد يخلصها إلك يعرفك لو ما يعرفك ... وللتاريخ فإن عدي عواد له تاريخ حافل بالمآثر في زمن الطاغية صدام ... ؛ لمَن لا يعرف هذا الشاب المكافح فهو الذي كان ولسنوات يتحمل نفقات زوار سيد الشهداء الحسين عليه السلام ... , كان يصل الفقراء بالعطاء ... , وكان من ضمن صفوة الشباب الذين واجهوا الجور الصدامي بشجاعة ... , عُرف بأخلاقه وشجاعته ووفائه ... , لم يكن بعثياً وليس من عائلة بعثية ... , وعدي عواد ليس نكرة بل هو مهندس معروف وله شعبية واسعة جداً في محافظة البصرة ... ؛ تلك حقيقية أيها الأخ يجب أن تلتفت لها وتتوقف عندها... , من حق الأخ عدي عواد أن يطمح بمنصب المحافظ ... , شنو المشكلة ؟ ... المنصب ليس كبيراً عليه ... , قد يكون السيد عدي عواد عمل لأن يكون محافظاً ليخدم أهله في البصرة ولو تحقق له ذلك لخدمهم، وهو يخدمهم من خلال مجلس النواب ... ؛ السيد عدي لم يتوقف عن خدمة الناس ابداً ... ؛ العدو والصديق ... , القريب والبعيد ... , هو للناس جميعاً يحب البصرة ويحب أهلها الذين يبادلونه الحب بالحب ... )) . 

وفي موقع اكس ؛ رصدت العشرات  من المنشورات التي تدعم ازاحة السيد  العيداني ... ، وكتب المرشد أكرم الكعبي : في الأزمات والمعابر الصعبة لا يقود المحافظة الى بر  أمانها سوى الرجال  الشجعان ..الحكماء .. وفي فوضى ما وصلت إليها محافظ البصرة لن يعيدها مزدهرة ومتقدمة سوى  المهندس عدي عواد  لأنه يمثل الشجاعة والنزاهة و اليد القوية والإرادة الصلبة التي لا تُلوى ولا تلين ... ؛ واكمل قائلا : هو الأفضل والأجدر.

وللتذكير تعاني البصرة من مشاكل انتشار المخدرات والبطالة والنزاعات العشائرية والخروقات الامنية , والانفلات الامني احيانا , وشحة او انعدام المياه الصالحة للشرب , وارتفاع مناسيب الملوحة والتلوث , وتعدي دول الجوار على مياه وحدود البصرة ,  واتهام بعض البصريين  باستلامهم رشاوى من الكويت  , وانتشار العشوائيات ... الخ . 

ولكن والحقيقة تقال : ان البصرة مع السيد العيداني أقل سوءا الا انها قد تكون الاكثر فسادا , وفقا لتصريحات الساسة والمسؤولين , ولا شأن لي او لغيري في التدخل في شؤون البصرة ؛ فهم اعرف من غيرهم بمن يستحق منصب المحافظ , وان كان السيد اسعد العيداني جيدا وناجحا , فهذا لا يعني ان السيد عدي عواد او غيره من البصريين ,ليسوا اهلا للمسؤولية العامة .