ظهيرة الإثنين

٦-٣-١٤٣٨ هـ.

تلقيتُ  خبر وفاتك ياحبيبي

ظننتُ  أن الحياة توقفت .. أو شعرت بأن يجب عليها أن تتوقف

أن تعلن حدادها و تسدلُ حزنها

أن تتجرد من زينتها ومتاعها ..

لكنها لم تفعل

أبداً لم تفعل ..

بل استمرت وتغنت وتمردت

كأنها تُجيب بأن تلك مشيئة اللهِ

..

توقفت

أصبت بالذهول .. استجمعت نفسي

تذكرت صبري ودعائي

وانتظاري ،

تذكرت أنا لله وأنا إليه راجعون

فحل الرضا

ذكرتُ  ربي ..

سبحتهُ ودعيته

علمت أنها البشرى

كُل ذلك ، وقع ثانية ....

تساقطت بتلاتي

أوراقي ..

ذبُلت ساقي

لكن ،

تماسكت جذوري

قويّت

فسَكنتْ ،

.. ذبُلت وردة .

كان ربُكَ ياحبيبي يُسقيها .. يروي ظمأ شوقها وفقدها

يُبري جرحها ..

بديمة رضا

ديمة صبر ،

لكن ، بقيت الندبة ..

و جزاءُ الإيمان ؛ أن كان الله معها ...

ذهبت

ذهبت إليك ..

ذهبت ثقيلة

ثقيلة الحراك .. ثقيلة الشعور

ذهبت ل لقاء ، كان هو الأخير حيث الدنيا

ذهبت مُشتاقة

يُسابقني الزمن ،

رغبة مُشتعلة

في أن أُقبلك .. ألمسُك

أنظر لتلك الملاح

لذاك السعيد

لذاك الفريد

لذاك الجميل ..

ذهبت ،

أردت الإطمئنان

أردتُ  أن أشبع ذاك الفراغ فلا يكبُر ..

أردت أن أختزن تلك الملامح الأخيرة

تفاصيلها

رائحتها

ملمسها ...

و وصلت

فكانت البشرى .. رأيتُ  الإستجابة

حلّ الإطمئنان

ارتسمت ابتسامة بخيوط الحزن

رأيتكَ  مضيئًا ...

ارتسمت على شفتيك انحناءة

انحناءة رضا

انحناءة سعادة ..

كأنك تُخبرني تطمئني بأن سعيدٌ سَعيدْ .

سعيداً مستبشراً ، لنعيمٍ خالد متشوقاً ..

فقط ، تنتظرك الملائكة

لتزُفك للجنان ... للنعيم بإذن ربها ..

و يارب .

ولطالما حرصتُ  دائماً أن ترى تلكَ  الوردة ..

وردتك ،

مُبتسمة بتلاتُها ..

رقيقةٌ في حِراكها ، خافضة نغماتها

هادئة على استحياء ...

فكان ذلك ..

كان ياحبيبي

حين ودعَتكَ

حين قبلتك ..

قبلت وجنتيك

قبلتْ  قدميك .. قبلت جبينُك

وبما يسُرك تحدثتك معك .. فاستودعتكَ ربُك وربُها

وكانت النظرة الأخيرة .. حاملةً روحك لتُخبئك في قلبها في جوفها في حلها وترحالها .. هُناك مستقرها ...