الظاهر أنّ الكاتب اياد السماوي عندما يتعامل مع ملفات السيد اسعد العيداني الشائكة ؛  يميل إلى تطبيق نظرية : ( انصر اخاك ظالما او مظلوما , وفاسدا او مشبوها ) ؛ ومن الامثلة على ذلك هذه الحادثة :  اذ تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي في وقت سابق , خصومة او سوء تفاهم او خلاف بين وزير الزراعة والمحافظ اسعد العيداني ؛ ومع ان الكاتب اياد السماوي يعترف بأنه لا يعرف صحة الحديث المنقول ولم يتأكد من صحة الخبر ؛ الا انه وكعادته في نصرة المحافظ العيداني ؛ وقف معه ؛ واليكم نص ما جاء في حديثه و المؤرخ بتاريخ 30 /8/ 2021 : ((من أخوك الكاتب / أياد السماوي : محافظ البصرة الصديق الاستاذ اسعد العيداني ... ؛ إلى صديقي العزيز الأستاذ أسعد العيداني محافظ البصرة المحترم .. نقلت وسائل التواصل الاجتماعي حديثا دار بينك وبين وزير الزراعة ولا أعلم ما صحة هذا الحديث المنقول .. أشد على يديك ما قمت به أيها البطل ، وتصرف كما تتطلب مصلحة أهلك في محافظة البصرة ولا تلتفت لأحد .. بوركت من أبن بار لأهله .. أخوك الكاتب / أياد السماوي .)) فالعلاقة التي تربط الاثنين علاقة قديمة  و وطيدة ؛ بحيث يهرول الكاتب اياد السماوي لنصرة اخيه العيداني ؛ لمجرد انتشار خبر في وسائل التواصل الاجتماعي لا يعرف صحته , وصدقه من كذبه , ويشد على يد المحافظ العيداني وبغض النظر عن التفاصيل , ويغلف هذه النصرة والمساندة والتي هي اشبه بالفزعة العشائرية بالعبارات الوطنية والشعارات الخدمية , كي تنطلي مقالته على القراء البسطاء . 

واليكم الدليل الثاني والذي يكشف لنا حقيقة الكاتب اياد السماوي وابتعاده عن المهنية والموضوعية والحيادية ؛ فهو يكيل  بمكيالين , ويتعامل مع الملفات والشخصيات تبعا لأهوائه ومصالحه وعلاقاته , اذ جاء في مقالته (  الأخ النائب عدي عواد ..  ) : ((سيادة النائب المحترم .. جنابك الكريم عضو في مجلس النواب العراقي ، والآن أنت فزت بعضوية مجلس محافظة البصرة ، السؤال المطروح لك شخصيا ، هل ستتنازل عن عضويتك في مجلس النواب العراقي في بغداد وتذهب للعمل في مجلس محافظة البصرة ؟ ام تتنازل عن عضويتك في مجلس محافظة البصرة وتبقى في بغداد أم الخبزة نائبا ؟ وماذا ستقول لجماهير البصرة التي انتخبتك ؟ ألا تعتقد أنّ هذا هو عبث سياسي وتسرّع غير محسوب ؟ ما الذي دفعك لهذه الخطوة ، هل هو منصب محافظ البصرة أم النفط والبترودولار ؟ ...  )) 

وللإجابة عن اشكالات الكاتب اياد السماوي ؛ اقول :

اولا : لا يوجد مانع قانوني من ترشيح نائب البرلمان في انتخابات مجالس المحافظات ؛ ودونك شروط الترشح للانتخابات المحلية فراجعها , ومثلك يعلم .

ثانيا : ان كنت عائبا وناقدا ؛ فعب وانتقد صديقك السيد اسعد العيداني ؛ فهو الذي سن سنة الترشيح واللعب على حبال مقاعد البرلمان والمحافظة بل ورئاسة الوزراء , فقد استقال السيد العيداني من مجلس النواب عام 20022, وكان فائزا في الانتخابات البرلمانية , وفضل البقاء في مجلس المحافظة , وعزا السيد العيداني في كتاب رسمي موجه إلى الأمانة العامة لمجلس النواب، قراره :  “نزولا عند رغبة جماهير البصرة” مبينا انه “لا مانع لدي وفق القانون من إستبدالي بأقرب المرشحين الخاسرين في الدائرة الانتخابية الأولى في محافظة البصرة”... ؛وللعلم ان استقالة العيداني من عضوية البرلمان هي الثانية من نوعها ؛ بعد  أن أعلن محافظ الأنبار علي فرحان حميد المرشح الفائز في الانتخابات قراراً مماثلاً بتقديم استقالته من عضوية البرلمان لصالح المرشح احمد حميد شرقي فرحان العلواني... ؛ بل انه وقتها تردد بين المنصبين ولم يباشر عمله فيهما معا بحجة التفكير واتخاذ القرار الاخير ؛ اذ اضحى مترددا بين ملك البصرة وحصانة النائب البرلماني ؛ و كشف رئيس مجلس محافظة البصرة، وليد الكيطاني، وقتها :  أن محافظ البصرة، أسعد العيداني ، سيقرر خلال أسبوعين حسم أمر منصبه ، بين أن يكون نائباً في البرلمان أو محافظاً للبصرة  ... ؛ وقال الكيطاني خلال لقاء صحافي :  إنه بعد المشاورات مع المحافظ أسعد العيداني ، وعد بأنه سيحدد موقفه خلال أسبوعين ، أما البقاء كمحافظ أو التوجه إلى البرلمان وممارسة عمله كنائب ... ؛ وأضاف الكيطاني :  أنه لا يوجد عداءات شخصية بين رئاسة مجلس المحافظة وبين المحافظ ، مبيناً أن هناك إجراءات قانونية روتينية تجري في سبيل تحديد هذا الأمر ... ؛ وعلى الرغم من فوز العيداني في الانتخابات البرلمانية الاخيرة  الا انه أبقى حضوره معلقاً بسبب عدم تأديته اليمين الدستورية لهذا المنصب ... الخ . 

فلماذا يا كاتبنا المحترم تغض الطرف عن صاحبك الذي سن سنة التحول من مقعد البرلمان الى مجلس المحافظة وبالعكس ؛ وتسلط الاضواء على السيد عدي عواد , وتضعه على طاولة التشريح والنقد الهدام وتسيء به الظنون , بينما تفعل العكس مع صاحبك ...؟!

ثالثا : ها انت تتدعي ان بغداد ام الخبزة , يعني ان الخير فيها , ومن جهة اخرى تقول ان البصرة صاحبة النفط والبترودولار ... ؛ وتحليلك هذا وظاهر كلامك ؛ يدل على ان كلا المنصبين فيهما خير كثير كما تتدعي , فأن كان المنصبان بنفس الاهمية المادية ؛ فلماذا تنبز السيد عدي عواد بالطمع والجري خلف المكاسب والامتيازات ؛ وان كنت تقصد ان خير البصرة أكثر ؛ فصاحبك اول من سال لعابه تجاه ثروات البصرة وخيراتها – بالحلال طبعا -  ...؟!

وان كنت تقصد ان بقاء السيد عدي عواد في منصبه الحالي - نائب في البرلمان - ؛ يعد خذلانا للناخبين البصريين الذين انتخبوا السيد عدي عواد ؛ فلماذا لم توجه هذا النقد لصديقك العزيز اسعد العيداني ؛ عندما ترك منصب المحافظ و راح يتوسل بالقوى والكتل السياسية من اجل الفوز بمنصب رئاسة الوزراء ؛ وعلى الرغم من  الفارق الكبير بين ( كعكة ) وامتيازات المحافظ وبين امتيازات وصلاحيات رئيس الوزراء ؛ لم تتهم العيداني بالطمع والجشع وخذلان اهالي البصرة ...؟! 

ومن الواضح ان صاحبك السيد العيداني يتحرك وفقا للمصلحة الخاصة و بحسب تقديرات الفوائد وحجم الطموحات والامتيازات . 

والصفات التي ذكرتها  في مقالتك واتهمت بها السيد عدي عواد ؛ من قبيل : (( ... عبث سياسي وتسرّع غير محسوب ... )) فهي تليق بصاحبك العيداني , اكثر من غيره , واليك نزرا بسيطا من سيرته السياسية المتخبطة : فقد ادعى انه من الشخصيات المستقلة , ومن ثم ادعى انه من حزب المؤتمر الوطني بل ان بعض وسائل الاعلام وصفته : القيادي في حزب المؤتمر الوطني ... ؛ وهو من جهة يتقرب للكتل والاحزاب السياسية التي تدعم الحشد ولها علاقات طيبة بالنظام الاسلامي في ايران ومن جهة اخرى يقدم فروض الطاعة والولاء من تحت الطاولة للتيار الصدري وهما بأوج خلافاتهما ؛ فقد اتصل السيد مقتدى الصدر اثناء ازمة تشكيل الحكومة عقب الانتخابات البرلمانية الاخيرة , مثمناً موقفه المشرّف مع بعض الإخوة من تحالف تصميم بالحضور لجلسة مجلس النواب التي أجريت وقتها , وقاطعها الاطاريون , ورأى السيد مقتدى الصدر أن "موقفهم هذا يمثل بداية الشروع لإنهاء الفساد والتبعية والتوافقية لإتمام تشكيل حكومة أغلبية وطنية"... ؛ وفي احداث الاحتجاجات الشعبية في البصرة ؛ ترك مجلس المحافظة وسافر , مما اضطر رئيس الوزراء وقتذاك السيد حيدر العبادي لتوجيه الانتقاد للسيد العيداني ؛ اذ وقعت مشادة كلامية،  بين رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ومحافظ البصرة، أسعد العيداني ، خلال جلسة استثنائية للبرلمان لمناقشة الاحتجاجات المتفجرة في البصرة ... , وقد وجه العبادي انتقادا قاسيا إلى المحافظ،  متحدثا عنه رفض تنفيذ أمره بالبقاء في البصرة في وقت الأزمة ، وقال :  " أنت محافظ البصرة ؛  طلبت أن تكون بالبصرة"... , ليرد المحافظ : "تركت البصرة بناءً على دعوة من زعيم عراقي له وزن على الساحة العراقية – ويقصد به السيد مقتدى الصدر-  لو دعاك تذهب إليه" ، ليقاطعه العبادي مجددا ,  بضرورة وجوده فيها (البصرة)... ؛ وكما ترى عزيزي القارئ ( ظلمه والدليل الله ) اذ لم نتعرف على التوجه السياسي الحقيقي للسيد العيداني ؛ هل هو ليبرالي مدني ام اسلامي محافظ  , او من جماعة الولائية والتبعية او من جماعة ( ايران بره بره ) والسفارات الاجنبية , وهل هو مع الاطار , والاغلبية الشيعية السياسية كما ادعى في اكثر من تصريح اعلامي ام هو مع التيار الصدري ... الخ .

ان كان هنالك مصداق خارجي للتخبط السياسي فهو صاحبك العيداني يا كاتبنا السماوي  العزيز , وقد كشف رئيس لجنة النفط في مجلس محافظة البصرة والقيادي في تيار الحكمة علي شداد الفارس، في وقت سابق  ، عن ابرز ملفات فساد المحافظ اسعد العيداني،  وفيما طالبه بعدم نسيان الجهة التي أوصلته للمنصب، كما اتهمه بانه “متقلب” وليس لديه أي موقف ثابت ... ؛ وقال الفارس في تصريح إنه :  “فيما يخص تصريح المحافظ اسعد العيداني، نتمنى ان لا يتناسى ان الكتلة التي اتهمها هي من جاءت به محافظا للبصرة”... ؛ واضاف “كانت هناك اجتماعات قبل ان يصبح محافظا، واكد انه ملتزم مع تيار الحكمة بالتزام اخلاقي ووطني، وانه دخل مواطنا فخرج محافظا”... ؛ وتابع : “عليه ان تكون لديه اللياقة واللباقة وعدم نسيان من أتى به محافظا الى البصرة، وأن كتلة الحكمة آثرت على نفسها وتنازلت واستجابت للمطالب الشعبية ، واتجهت نحو شخصية مستقلة، وفي وقتها اتجهنا نحو العيداني ، لأنه كان يدعي الاستقلالية”، موضحا “بعدها وجدناه بأكثر من كتلة واكثر من تيار ومتقلب ولا يوجد لديه سياسة أو موقف ثابت”...!! 

 أن الوعود  والقرارات والادعاءات في عالم السياسة قابلة للتغيير والتبديل والتحويل حسب الاستفادة والمنفعة الشخصية والعائلية والفئوية ، وأن مسيرة الولاء السياسي قد تتوقف فجأة عند حدود المنافع الشخصية، دون أدنى اكتراث بالوعود المذهلة التي تلفظها الشفاه السياسية للمواطنين . 

لماذا تغمض عينيك و ( تغلس) ايها السماوي عندما يتعلق الامر بصديقك العزيز العيداني , و( تفتش باللبن ) وتكون كمحققي شرطة سكوتلاند يارد عندما يتعلق الامر بالغير امثال السيد عدي عواد وغيره ...؟! 

صدق الشاعر عندما قال : 

وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ ***  وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا.

وللحديث بقية ..