إن لم يكن الوزير الشمس الشارقة إذًا من الذي تشرق شمسه ولاتغيب؟

هل مقدموا الوظائف ومن يطالبون بخبرة تفوق السنتين شمس شارقة؟ هل عقولهم واعية لتقيس مدى مصداقية الطلب وإمكانية تحقيقه؟ لأن بالمقابل غالب من يبحث عن وظائف هم خريجون جدد! هل وازنوا بين الوقت من خروج الطلاب من بوابة الجامعة للمرة الأخيرة رافعين قبعات تخرجهم متفائلين بالقادم، وإقبالهم على الإعلانات الوظيفية؟ هل الوقت بين بوابة الجامعة وباب مقدم الوظيفة يُعادل سنتين خبرة؟ وإن تغاضينا عن المسافة والوقت وقلنا أن هناك من لديه خبرة تفوق السنتين فهل سيرد عليه صاحب الطلب بـغير: من أين لك هذا؟

من أين  لحديثي التخرج تلك الخبرة إن كان الجميع يُطالب بها - من ذا الذي سيقبلهم في بداياتهم ليكتسبوها - !!

يامعالي الوزير ياسعادته يادكتور ياأستاذ جميعكم لستم شمس شارقة، إن كانت الشمس تشرق وتغرب فما بالك بك أنت أيها الإنسان الضعيف، لا تكن ممّن يضمن كرسيه في نهار اليوم ويتخوف من قرب منية منصبه عند حلول المساء!

اعمل بجد، بأمانة وبتقدير لمكانك الذي سلّمه لك من يثق فيك ويرى أنك أهل له، لاتخذل من وثق فيك، فبخذلانك له ستفتح المجال للشامتين.

قيّم قرارك قبل إصداره، انظر فيه وتروَّ، فكر بـ هل قراري هذا سيفيد وطني، سينفع إخواني وأهلي أم هو ضدهم وسيقلب موازينهم، هل عندما أقرر بوضع فئة معينة من المجتمع محل فئة أخرى؟ هل أمّنت مطالبهم، أمّنت مكانهم؟ هل عندما أطالب بدفع مبلغ معين سنويًا درست إمكانية جدواه؟ وأين تذهب هذه المبالغ! هل تعود لصالح المجتمع أم يُعاد تكريرها بلا طائل نفع؟ اكتفينا من القرارات التخبطية التي تصدر بدون حتى دراسة أوليّة! حتى وإن لم تغرب شمسك ياصاحب هذه القرارات وكان نوع شمسك استِثنائي! فـ نعم قد يكون هنالك "شمس متنقلة" بين الوزارات! ولكن أعدك بأنها ستغيب يومًا ما، لذلك أمّن نفسك!

حديثي هذا ليس لشخص بعينه، بل هو خطاب لجميع من استلم زمام الإدارة في أي مكان كان، وزارة، مؤسسة، شركة، جامعة، مدرسة أو حتى من يدير بيته! فـإن (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).

إن لم تُحاسب في الدنيا فلن تُهمل!

شمسك حتمًا ستغيب، وإن لم يكن غيابها اليوم فستغيب غدًا، لذا أحسن إدارتك وأصلح نيتك فسيذكرك الناس بالذي عمِلت جاهدًا عمرك كله ليذكروك به إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر!


*أتمنى تعميم خطابي هذا ليصل لجميع المعنيين!