أما بعد القتال على ناصية الحلم :

فهاأنا لم أملك غنيمةً سوى خفّي حُنين !ولم أرَ سوى سرابٍ طالما حسبته ماء!

ولكني لا أزال واقفةً بعد ؛أتصفح تاريخي المليء بالقتال ،القتال المصحوب بكثير من الاستبسال في المعركة ،وكثير من الانهزام بعدها.. ولكني هنا لا أزال !

رغم توغّل الرماد في عيني لكني ماعميت ،ورغم استئساد الأسى داخلي لكني ما هرمت ،ولكني بينهما لطالما بكيت !

بكيتُ لأن البكاء للمهوسين بالحلم ،المُتقدين عزيمةً واللامعةُ عيونهم كلما تذكروه ،المليئين عُدة وعتاداً ..ولكنهم أطالوا الوقوف على ناصية الحلم إما قتالاً أو تَحيُّناً لفرصة !

بكيتُ لأن البكاء يدي الأخرى ،عُكازي ،والبشر الذين من المفترض أن يكونوا المعنيين بأمري ولكنهم دون سابق إنذارٍ تلاشوا !

بكيتُ لأن البكاء أجدى من الحلول والبدائل وأنفع من الأطباء وأكثر الأشياء راحةً وواقعية ! بكيتُ لأن البكاء ألف معنى يوم لاتجدي الحروف ولو كثُرت !

ولكن كعادة الحروب في أكل الأخضر واليابس ؛ماتركت لي بكاءي ونازعتني عليه ! بكاءي الذي احتفظت به طويلاً كقرشٍ أبيض ليومي الأسود، بكاءي الذي وجدته إكسير الحياة يوم أدبرت الدنيا بمن فيها عادت الحروب تنازعني عليه بدافع القوة والصمود والواقعية والحلول ؛متناسية أني لم أجد كل ماسبق حتى لا أبكي! و تاركة فيّ سؤال لا إجابة له :متى سيكون البكاء مجاناً ؟!