ماذا بعد انتكاسة الجوهرة
بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي
كانت ليلة حزينة ليلة الثلاثاء الفائت, حيث تبخر حلم المونديال, بعد الخسارة المذلة أمام الفريق السعودي في ملعب الجوهرة, بعد أن نفخ الأعلام كثيرا في أشباح المنتخب العراقي, عسى أن يحققوا فرحة عراقية, لكن كعادتهم خيبوا الآمال بأداء باهت ونتيجة مخجلة, فلأول مرة يكون المنتخب العراقي بهكذا نتائج بائسة يخسر خمس مباريات من أصل سبعة, مع أن الفترة الحالية تشهد تراجع خطير لمنتخبات أسيا عموما, فمن تغلب علينا لم يكن بعبعا مخيف, بل الخلل في منظومة منتخبنا الوطني.
ألان مع استمرار سطوة الفاشلين على كرسي القرار لجمهورية الكرة العراقية, فلا اعتقد أن أمور كثيرة ستحصل, لكن هنا نحاول إن نضع خريطة للقادم عسى أن يلتزم بها اتحاد الكرة كي يظهر المنتخب الوطني بثوب بهي ومميز.
● يجب تحديد أهداف ثلاث سنوات
على الاتحاد العراقي تحديد أهدافه خلال السنوات الثلاثة القادمة للمنتخب الوطني,
ويمكن أرشاد الاتحاد العراقي الى وضع هدف كبير وهو الفوز بكاس أسيا 2019 كي تكون الأمور واضحة, مع أهداف أخرى مثل الفوز بكاس الخليج في نسختيه القادمتين, والفوز ببطولة غرب أسيا, والأهداف تكون متتابعة ومتكاملة, والفوز بالبطولات يكون هو الهدف وليس المشاركة فقط, وكما هو معروف كل هدف يحتاج لأدوات كي يتحقق.
لكن في أي تخطيط يكون الاهم وضع الأهداف والتي على أساسها سيتم إنشاء الخطط والبرامج, وهذا ما غاب عن اتحادنا الفاشل ومدربه الجهبذ حيث شاركوا في تصفيات كاس العالم ولم يضعوا في بالهم هدف الصعود, مما جعل المشاركة سخيفة بل هي فضيحة تاريخية, ولا يجب أن تمر مرور الكرام بل أن تكون قاعدة للانطلاق للعمل الصحيح كي يغسل الاتحاد العراقي عاره ويسترجع شرفه الذي ضاع في عواصم أسيا.
● تسمية المنظومة المشرفة على المنتخب الوطني
الخطوة المهمة التي يجب الاهتمام بها, هو تسمية فريق العمل لمنتخبنا الوطني, وهو يجب أن يكون كالأتي: لجنة استشارية من المدربين الكبار مثل أنور جسام ونزار اشرف ومجبل فرطوس وعامر جميل وعبد الإله عبد الحميد والكثير من الأسماء, وتكون مشرفة على المنتخب, تتابع وتراقب أداء المدرب واللاعبين, ومدى تطبيق المدرب للخطة العامة للمنتخب, وتكون توصيات هذه اللجنة ملزمة, وليست استشارية فقط.
وتسمية المدرب ومساعديه ستكون سهله عندما يكون أي مدرب مقترح جزء من منظومة وليس الأمر بيده تماما, مع التركيز على أهمية تواجد معالج نفسي خبير ومحبوب بالاضافة لحد أربع لاعبين سابقين محبوبين ضمن الكادر المساعد, مثل إسماعيل محمد وحسام فوزي وحبيب جعفر وسعد قيس, يكون تواجدهم عامل مهم, فليس معيب إن يكون للمدرب ست مساعدين ولجنة استشارية مشرفة من خمس مدربين مع معالج نفسي وطباخ وأداري ويكون لاعب سابق محبوب, بالاضافة إن يكون رئيس الوفد لاعب كبير سابق, هذه الأمور أساسية كي يكون العمل المستقبلي ناجح ومنتج.
● طريق الاستعداد
يجب الاهتمام بالمباريات الودية بحيث يكون رصيد المنتخب سنويا 20 مباراة ودية, مع منتخبات عربية أو أسيوية أو عالمية, ويمكن الاتفاق مع رئيس الوزراء بان يكون الارتباط مع الشركات العالمية فيه بند توفير مباريات للمنتخب العراقي, وهو أمر ممكن جدا.
يجب إن نعقد اتفاقيات تعاون رياضي تمكننا من إجراء مقابلات ودية بين المنتخبات والأندية, والاتفاقيات تكون مثلا مع المغرب والجزائر ومصر والسعودية وقطر واليونان وبلغاريا والبوسنة وسلوفاكيا وأرمينيا وأذربيجان وإيران وروسيا والمكسيك والبرازيل والكامرون, وهذا يحتاج لجهد من قبل الاتحاد العراقي, ومن خلال اتفاقيات يحصل منتخبنا مع الكثير من المباريات والمعسكرات, بالمقابل نفتح مدننا الرياضية للفرق الأخرى.
ممكن جدا هذا الأمر فقط يحتاج لاتحاد عراقي نشيط, ومحب للعراق ويعمل بكل نزاهة وشرف.
عندها فقط يمكن أن نحقق شيء كبير ,, فهل يقرأ اتحاد الكرة سطورنا.. أم يبقى في نومته الطويلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي