حل المشاكل _غالبا_ بيد الإنسان نفسه متى أراد ذلك _بعد توفيق الله_ وأن جزءً كبيرًا من المشكلة يكمن في الإنسان الذي يعرضها لا في غيره من أطرافها.

وإن المشكلة إذا جاءت من طرف واحد، وأمكن حلها من طريقة فإن ذلك من أنجع الطرق.

أما تشعيب الأمور، وتخدير السائل، وتحميل الطرف الآخر المسؤولية دون اللقاء به فذلك قد لا يجدي نفعًا، ولا يطفئ لوعة، وإذا أتتك معضلة فاجعل جوالها منها _كما قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله_.

وإن من أعظم ما يعين على ذاك تكرم الإنسان، ومروءته، وإغضاؤه، وسعة نفسه، ونظرته للعواقب.

أما إذا شحت نفس الإنسان، وقلت مروءته، وصار يفتح عينيه على كل صغيرة وكبيرة، وصارت نفسه أضيق من سم الخياط، وأصبحت نظرته قاصرة قريبة، فلن يزيده مرور الأيام إلا كدرًا وضيقا.

[مروءات معاصرة_محمد ابراهيم الحمد].ص61