لــغــةٌ إِذَا تُــتْلَىٰ عــلى الــجُلّاسِ
تَــشْفي الــعليلَ بــلحظةٍ كالآسي
-
هـي رُقــيةٌ للمشـتكـينَ  تـلـعثمـاً
وتميمــةٌ  كُتِـَبتْ على القِـرْطاسِ
-
تسمو بها الأرواحُ عِند سَمَاعها
فـتزولُ عنها لـَوثَـةُ الـوسـواسِ
-
وكــأنَّ في نُطقِِِ الحروفِ طلاوةً
كالطّيبِ  إنْ خَرَجَتْ مع الأنفاسِ
-
فهي الــفريدةُ في المحاسنِِِ كلِّها
بــجمالِها سَـحَرَتْ قــلوبَ النّاسِ
-
قــد أبــهرتْ أهلَ البلاغةِ والنُّهَى
بــطــرائـفٍ  ونـــوادرٍ ونِــفــاسِ
-
فـإذْا سـمعتَ لـوَقْعِـها ولـرَجْعِـها
نــالــتْ مــن الآذانِ والإحــساسِ
-
يــمنيةٌ  بــنتُ الــملوكِ تَــرَعْرَتْ
كــأميرةٍ فــي حــجرِ ذي نــوَّاسِ
-
حــطَّ الــمطافُ بــها بِبُرقَةِ ثَـهمَدِ
فــغـدتْ لــكلِّ الــعُرْبِ كالنّبـراسِ
-
فــتهافتَ الــشّعراءُ نحو حياضِها
كــتبوا الــقصيدَ بــقدِّها الــميَّاسِ
-
واسـتعرضَ الفرسانُ كلَّ فنونِهم
مــن قــدرةٍ و بـطولةٍ و مِــرَاسِ
-
فتَــسَلَّقَ الــضّليلُ خِــدرَ عُــنيزةٍ
ومــهلهلٌ يــغزو عــلى جــسّاسِ
-
وبــها  الــشرائعُ أُكمِلَتْ وتَكَمَّلَتْ
فـي مُـحْكَمِ التنـزيـلِ كالقِسـطاسِ
-
وبها المآذنُ خاطبتْ سمْعَ الورى
وبسحرِها استغْنتْ عن الأجراسِ
-
كــالأمِّ  تَـحفظُـنا وتــجمعُ شَــمْلَنا
مِــنْ نـينوى حــتى رُبَـى مَكْناسِ
-
أســفي عـلى من يستسيغُ رَطَانةً
يــســتبدلُ الصـلصـال بالألـماسِ