علي بانافع
قبل 30 سنة كانت القمة العربية في عمّان وكان فيها إيران هي الخطر الأكبر وبقي الأمر كذلك ليومنا هذا، لكنه مر في فترة سبات أنسى الجميع الخطر، إيران مصدر للقلق والفوضى في المنطقة وللدول العربية بل وللعالم بأسره بسبب الشعارات الداعية للتغيير في كل اتجاه، وإيران تعتمد عصبيتين في سياستها الداخلية والخارجية:
◀الأولى: العصبية المذهبية التي ترتكز على المذهب الجعفري الإثنا عشري.
◀والثانية: العصبية الفارسية فهي تستحضر تاريخ الفرس لتثأر من العرب؟!
لا شك فإن العصبية المذهبية تثير القلق لدى الدول العربية التي يُشكل الشيعة جزءاً مهماً من شعوبها، والذين تتوجه عواطف معظمهم نحو إيران! مما يثير قلق الدول العربية من استخدام إيران لهم في سياساتها الإقليمية، الخلاصة أن الطموحات الإيرانية تشكل قلقاً لدى الدول العربية، فهل يلجأ العرب إلى إسقاط إيران من الداخل؟! إيران دولة مركبة من خمس قوميات والفرس هم أكبر القوميات، فأي توجه نحو العصبية الفارسية سيؤدي إلى تصدع الدولة في إيران، فالقيادة الإيرانية قد أخفقت في سياساتها الداخلية؛ فكان اهتمامها مُنصبّاً على الأوضاع الخارجية، وعلى بناء القوات المسلحة دون الأخذ في الاعتبار حاجة البلاد إلى التنمية الاقتصادية، لقد كشفت الأحداث التي وقعت بعد الانتخابات الرئاسية في الثاني عشر من يونيو 2009 حجم الخلل في المجتمع الإيراني وشكَّلت إشارة واضحة على أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لتحقيق الأحلام الشيطانية الإيرانية، وكان على القيادة الإيرانية أن تُبقي في ذاكرتها قوة الشاه العسكرية والتي أسقطها الشعب؟!
الحقيقة أن الخطر الحقيقي الذي يهدد العرب هو نظامهم وعجزهم عن رؤية الواقع وأخطاره، قدرة النظام العربي الحالي على إصدار القرارات قدرة لا حدود لها، وقدرته على تنفيذها معدومة إلى أبعد الحدود، فلا تكثروا من ملامة العرب فهم اليوم أشبه بملوك الطوائف في الأندلس ولن يأتي منهم خير كثير، نعم حاول المرابطون أن يخلصوهم لكن أبوا إلا الذلة، وشعوبنا كذلك تعلموا من قياداتها وإعلامها أن لا تكون شعوباً واحدة، نحتاج إلى عدو يجمعنا (شعوباً وحكاماً) وربما تكون إيران هي من يجمعنا، لكنه قبل ذلك نحتاج إلى فضائية تجمع الشعوب فالناس اليوم على دين إعلامها ..