يجتمع زعماء الدول العربية, في العاصمة الأردنية عمان, كعادتهم في المرات السابقة, فهم يحملون عنوان واحد ومشاريع مختلفة, بعيدة عن تطلعات شعوبهم, التي تتعرض لويلات الحروب, وأزمات النزوح والفقر, الذي يضرب أطناب هذه الدول .
وحين تسمع؛ بإجتماع القمة العربية, فلن تجد صعوبة, في معرفة القضايا التي ستطرح خلاله, فالقضية الفلسطينية ستكون أولى هذه العناوين, التي تعود على وضعها, منظمو هذه المؤتمرات, دون أن يكون هناك تأثير, لأي قرار يتخذ تجاه قضية العرب الأزلية, فقد سعت معظم الدول العربية, لاسيما المؤثرة منها, على تحسين علاقاتها مع الكيان الصهيوني الغاصب, وصارت ترتبط معه سياسيا واقتصاديا, ومنها الدولة المنظمة للقمة, وربما أنهم سيصوتون, على منح ما تبقى, من الأراضي الفلسطينية لإسرائيل .
وكذلك تضمنت بنود القمة, مناقشة الأزمة السورية! ولا ندري من تسبب بتلك الأزمة ؟ ربما هم دول من كوكب آخر! وليس ابرز الحاضرين, هم من دفعوا العصابات الإرهابية, لتقتل الشعب السوري, وتعيث في سوريا فسادا وخرابا, حتى صارت هذه العصابات, تتصارع بالنيابة عن دول, يجلس قادتها احدهم قبالة الآخر, في هذه القمة, وهم ابرز ممولي الحرب, التي أحالت سوريا الى تراب, وأصبح أهلها مشردين, في أصقاع الأرض, فمالذي سيقدمه هؤلاء الزعماء للنازحين, وهم يتفرجون عليهم, طوال هذه السنين .
وكيف سيخاطب القادة العرب, شعب اليمن, الذين يقتل أهله وتستباح دمائه كل يوم, بأسلحة الجالسين على منصات هذه القمة, الذين لن يقدموا له, سوى المزيد من القتل والدمار, ولن يسألوا أنفسهم, كيف ينظر لهم الشعب اليمنى, حين يذكروه في خطبهم الفارغة, ولسان حاله: " فيك الخصام وأنت الخصم والحكم " فما يهمهم ليس اليمن ودماء شعبه, بل فرض سطوتهم, على شعب اعزل, كل همه أن يعيش, بحرية وكرامة .
ولاشك أن الملف الأبرز, الذي يجب على المجتمعين مناقشته, هو تمدد الإرهاب في بلدان الجامعة العربية, وكيفية محاربته, بعد أن احتل سوريا, بالسلاح والأفراد والمال العربي, وبعد أن ضرب في العراق, واستباح أرضه, وانتهك كل الأعراف, وارتكب المجازر الجماعية, وتمدد الى ليبيا, وصار يعيث فيها فسادا, واخذ ينتشر في سيناء, ويهدد جمهورية مصر العربية, ولكن كيف يتم مناقشة هذا الملف, الذي يقلق العالم بأجمعه, وابرز الدول الحاضرة, هي الداعمة والممولة, لهذه التنظيمات الإرهابية سرا وعلانية, وابرز قادة هذه التنظيمات, من شعوبها .
إن حال المجتمعين, هو وجوه متآلفة, وابتسامات زائفة, وقلوب متخالفة, كل يفكر في غزوته القادمة, التي سيغير بها, على العشيرة المجاورة, فقد أعاد هؤلاء, بلاد العرب الي سنين الجاهلية الأولى, حيث كانت تغير كل قبيلة على جيرانها, من اجل أن تنهب ثروتها وتسبي نسائها, بينما الدولتان الساسانية الفارسية, تتمددان في بلدانهم, ولا يملك هؤلاء القادة, إلا أن يكونوا عبيدا لإحداها, من اجل الحفاظ على كراسيهم وأموالهم, التي من اجلها أفقروا شعوبهم, وأصبحت تعاني الجهل والجوع والحرمان .
فلا احد من شعوب هذه البلدان, يتوقع ان يخرج هؤلاء المجتمعون, بمشروع يمس آلام شعوبهم, ويرفع الويلات عنهم, لان جل هم المجتمعين, هو الحفاظ على كراسيهم, التي ارتوت من دماء هذه الشعوب, الساعين الى تمزيقها, بالنعرات الطائفية والقومية والعرقية, وكل ذلك من اجل أن ترضى عنهم, الماسونية العالمية والدول التي رهنوا أنفسهم لها .