عبّر نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجارالله، مراراً عن "تفاؤله" بالحوار الخليجي – الإيراني، والذي من المتوقع أن "ينطلق قريباً" بعد وساطة كويتية، لم تعارضها الرياض. لا يوجد مبرر لرفض الحوار ابتداء، وهذا ما فعلته السعودية على ما يبدو من دون أي حماس يذكر. والسؤال هنا، ما فرص نجاح هذا الحوار وما مبررات "التفاؤل" حياله؟

وهنا نذهب مباشرة إلى "الحوار على ماذا؟"، فالخلاف مع طهران ليس خلافاً سياسياً، يتعلق باختلاف وجهات النظر حول المنطقة، ولا خلافاً على حقل نفطي أو منطقة بحرية أو جزيرة غير مأهولة بالسكان. إيران تقوم بشكل ممنهج بالتدخل في الشؤون الخليجية، ولا سيما في البحرين، وتحاول تحقيق اختراقات أمنية في الكويت والسعودية. طهران تتمدد في المنطقة عبر مليشيات طائفية، في العراق وسورية ولبنان، وحاولت تكرار السيناريو ذاته في اليمن، من خلال دعم جماعة "أنصار الله"، المكوّن الصلب للمليشيات الحوثية.

إيران تدرك تماماً أن تراجعها في دمشق أو بغداد يعني أن كل مشروعها في المنطقة عرضة للانهيار. لذا سعت إلى اللعب على الساحة اليمنية، رغبة في جمع أوراق لعب إضافية، للاعتراف بها قوة أساسية في المنطقة، وهي كذلك بفعل الأمر الواقع. تُحصن إيران مواقعها عبر دعم المليشيات الطائفية، وتحمي أراضيها من خلال برامج الصواريخ الباليستية، وتفاوضت مع الغرب بمشروعها النووي للحصول على اعتراف دولي. ما تفعله إيران مبني على استراتيجية واسعة، طويلة الأمد، للمناورة، لحفظ أمنها واستقرار النظام فيها من جهة، وفرض هيمنتها ونفوذها من جهة آخرى.

الطريقة الأمثل لتحقيق هذه الاستراتيجية كانت عبر التدخل في المنطقة، والتعامل مع الدول العربية حديقة خلفية لها. هل هذا قابل للتفاوض مع الإيرانيين؟ لا يبدو كذلك. والأخطر، أن ما يحدث مسألة حياة أو موت بالنسبة للعرب، رغم أنهم بلا أوراق لعب. 


(العربي الجديد)

https://www.alaraby.co.uk/politics/2017/3/27/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A4%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A-%E2%80%93-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A