دوار، غثيان، صداع، إرهاق، خمول.. ومع هذا تمتلكنا الفرحة! وتسيطر علينا السعادة؛ في أحشائنا طفل.. يشعرنا بالأمومة..
منذ تلك اللحظات.. ونحن ننتبه عليه ونراعيه ونتبعد عن كل ما يؤذيه أو يؤثر عليه..
تمر أيام الحمل ثقيلة.. وهنا على وهن.. ونجد أنفسنا في الأيام الأخيرة.. بمشاعر مزدحمة.. مشاعر فرح مرتبكة!
خوف وترقب من المخاض وآلامه، وممزوجة بسعادة لقاء فلذة الكبد.. كيف إذا كان هو المولود الأول؟
نشرع بالتجهيز للأيام الأولى من إطلالته.. ونفكر كيف نبتكر أشياء مميزة تنال اعجاب المهنئين.. ونبحث عن أجمل حلوى.. وألذ شوكولاته وأكبر بالون.. لنعلن به.. فرحنا وسعادتنا بإطلالة المولود، يشغل تفكيرنا.. أفضل لبس له وأفخم لحاف ندثره به.. هذا ما نقوم به جميعا..ويحق لكل أم أن تفعل ذلك..
قد نرى أن ذلك الوقت مبكرًا على أن نفكر بصلاحه أو طريقة تربيته..
لكن ما أبهرني فعلا.. وجعلني أشعر بشعور آخر.. عندما أرسلت لي إحدى الحبيبات.. عبر الرسائل الخاصة، تستفسر عن كيف تربي منذ اللحظات الأولى.. وأنها تحمل همّ طفلتها التي لا تزال في أحشائها..! وليست المولوده الرابعه أو الخامسة بل الأولى!
لم يشغلها فرح الأمومة عن التفكير في كيفية صلاحها وحسن تربيتها..
قلت لنفسي: والله لهيَ أفضل مني.. لقد عرفت معنى (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) ونوت أن تكون خير راع.. وفهمت أن الأمومة ليست بالإنجاب ولا بكثرة عدد الأطفال!
فالأمة لا تحتاج إلى أرقام.. بل عقلت أنه عندما تقرر إحدانا إنجاب طفل.. أن تفكر كثيرا في أنها أمام مشروع ضخم.. وأن كل طفل لوحده هو مشروع ..فهل أدركنا أن أحدانا لديها ٥ أو ٦ مشاريع..؟ وأن علينا أن ننجح في كل مشروع..
يا رب قر عين هذه الحبيبة بسلامتها وسلامة مولودتها.. وسهل عليها ساعات المخاض وآلامه.. ربي إن الدنيا لم تشغلها عن التفكير في إنتاج طفلة صالحة.. فيا رب أصلح لها ما وهبته لها وإخوانها من بعدها.. واجعلها للمتقين إماما.. وأولادنا وبناتنا يا رب العالمين
- سارة الوحيدي