ﻣﻦ ﻣﺪﺓ ﻏﻴﺮ ﻃﻮﻳﻠﺔ ... ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﻬﻮﺭ .. ﺃﺭﺗﻨﻲ ﺧﺎﻟﺘﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﺤﺎﻟﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺒﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺮﺽ ..
ﺫﻫﺒﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، ﺃﺟﺮﻳﻨﺎ ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ، ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ... ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻭﻋﺎﻧﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ، ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﺟﻬﺎﺯ ﻣﻦ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ، ﻭﺗﺄﻟﻤﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍً ... ﻛﺜﻴﺮﺍً ! ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺎﺗﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺭﺣﻤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺧﺎﻟﺘﻲ ﺍﻓﺘﺨﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﺣﻤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﺣﺴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﺴﺒﺎﺕ ... ﺑﻘﻲﺕ ﺗﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺳﺎﺋﻞ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻭﺗﺼﻠﻲ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺮﺽ ... ﻭﻫﺬﺍ ﻋﺰﺍﺋﻲ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ .
ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻨﺤﻀﺮ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ، ﺑﻜﻰ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻭﻗﺎﻝ : ( ﺃﺑﻲ ﻭﺃﻣﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﺼﻠﻮﺍ . ﻳﺎ ﻭﻳﻠﻲ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ! )
ﺷﻌﺮﺕ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺑﺄﻟﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺰﻉ ﻣﻦ ﻋﻤﻪ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ : ( ﺃﻱْ ﻋﻢِّ ، ﻗﻞْ ﻻ ﺇﻟﻪَ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪُ ، ﻛﻠﻤﺔً ﺃُﺣَﺎﺝُ ﻟﻚَ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪَ ﺍﻟﻠﻪِ ) ... ﺃﻱ ﺃﺗﺮﺟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺠﻌﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
ﻓﻴﺄﺑﻰ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺁﺧﺮ ﻛﻼﻣﻪ : ( ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ) !
ﻭﻳﻨﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻌﻤﻪ ..
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻟﻘﺎﺀ ﺑﻌﺪﻩ ... ﻓﻤﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﺑﺪﺍ ... ﻭﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﺑﺪﺍ ! ﻣﺎ ﺃﺻﻌﺒﻬﺎ !
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﻧﺤﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﺮﺍﻕٌ ﻋﺎﺭﺽٌ ﻛﻤﺎ ﺗُﻔَﺮﻕ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﻴﻦ، ﺛﻢ ﻧﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﺣﺒﺎﺑﻨﺎ ﺇﻥ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ . ﻓﺠﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺎ ﺧﻴﺮﺍ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﺘﻨﺎ ﻭﻫﻮﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺼﺎﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﺒﺎﺑﻨﺎ .
ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻋﺎﺩ ﺃﺑﻮﺍﻩ ﻓﺄﺻﺒﺤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻢ ﺧﺎﻟﺘﻲ ﻭﺃﺣﺒﺎﺑﻜﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻘﺪﺗﻢ ﻭﺍﻥ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ .
د. إياد قنيبي