أحمد ياسين هذا الرجل ذو اللحية البيضاء التي لم تخيف الأطقال يوما ، ما بل كان الأطفال قبل الكبار يتسابقون للسلام عليه .
أحمد ياسين هذا المحارب الذي امتلك ابتسامة بريئة كابتسامة ملاك حط بظلاله على الأرض .
نعم إنه عنوان التحدي ، هو من أعطى لكرسي متحرك قيمة كبرى كان من الصعب على الكثيرين إيجاد هذه القيمة ، فهو أبصر النور وسط الظلام ، فعندما اعتقله الصهاينة نفذ صبرهم ولم تنفذ عزيمته لأن للياسين إرادة قوية وعزيمة صلبة .
أحمد اسماعيل ياسين ولد في قرية الجورة ، قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة ، لجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب العام 1948.
تعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللاً تاماً .
عمل مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية ، ثم عمل خطيباً ومدرسا في مساجد القطاع ، وكان من أشهر الخطباء في ذلك الوقت مما جعله أمام ناظري الصهاينة ، وأصبح أحمد ياسين مراقبا من قبل العملاء للاحتلال .
لم نذكر أننا سمعنا أن الياسين قاوم على الحدود بالحجارة والبنادق ، وإنما قاوم بكلماته وخطبه من على منابر مساجد القطاع ، هي كلمات اقتحمت قلوب وعقول الكثير من الشباب والنساء والأطفال ، هي كلمات صادقة من لسان صادق أخلص النية لله في الدفاع عن بلاده بما تبقى من جسده الطاهر جسده الذي تعرض للشلل وتعرض للتعذيب في سجون الاحتلال مما أفقده بصره ولكنه احتفظ بعقل يساوي أمة يكل أطيافها فهو رجل الدين والمقاومة والسياسة هو من أدار المعركة مع الأعداء من على كرسيه المتحرك هذه المهمة التي
عجز عن القيام بها من امتلك نعمة الصحة الكاملة فهنيئا لكرسي الإمام الياسين هذا الشرف العظيم .
" بدنا اولادنا يروحوا " بين قوسين وبكل بساطة وبهدوء رقيق وبضحكاته الطفولية قال الأحمد هذه الكلمات ، وأطلق وعدا بتحرير الأسرى وبعد سنوات تحقق جزء من الوعد فخرجت قافلة مباركة من الأسرى ليدرك الصهاينة أن كلام هذا القعيد ليس لهوا ولا أسطورة من الخيال بل هو واقع يُنتظر .
" أملى أن يرضى الله عنى " هذه أماني وآمال القادة العظام آمال شيخنا خرجت عن القصور المشيدة والحسابات البنكية الضخمة ، أمانيه رجاء لله برضا غير محدود ، وبالمناسبة أصبحت هذه الأمنية هي أمنية الكثير من الناس الذين أعجبوا بأفكار وأسلوب الشيخ الإمام إمام القضية ، ومن منا
لم يجذبه حديث الياسين ، الياسين المعلم الذي خرج القادة والشهداء والأسرى .
" إننا طلاب شهادة " تمناها العظيم ونالها وبامتياز ،
فقد استشهد الياسين فجر يوم الاثنين الموافق
" 22 مارس 2004 " ، وذلك لدى عودته من صلاة الفجر ،
فكانت خير شهادة لخير شخص في خير الأوقات .
لشيخ الشهداء نقول لكم إننا نحن لزمانكم ، نحن لحديثكم ، نحن لطهر قلوبكم ، نحن لوعودكم الصادقة ، نحن لاتحادكم مع أبناء شعبكم .
لإمام القضية نتمنى لذكراكم الخلود ، ولتعلم روحكم أنه لا حياة لنا إن نسيناكم أو لم نحدث صغارنا عن شخصكم
الكريم .
شهيد الأمة دامت روحك في الفردوس الأعلى مع النبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .