مي سعيد
إن أتلق طعناتك النابئه؛ فهي بمثابة أشواك آلمتني برهة لا تتعدى بضع زمان من عقارب ساعة دواره،سألقي بأشواكك يا سيدي ، بعيدا خلف ذاكرة القلوب المتعششه في كان يا ما كان،
لن أسمح لها أن تشوكني مرة أخرى في ذاكرتي؛ سألقي بها بعيدا كل البعد، وسأقتطف زنابق الورد الأبيض من قلوب عرفت أن الدين المعاملة، لكن أشواكك ياسيدي علمتني من أنت سأضعك في قالب لا يلدغ المرء من جحر مرتين.
ولاتجنح بعقلك كثيرا؛ فلك حق المسلم إن آلمك شىء فأنا لك زائر، وإن طحنتك رحى النوائب؛ فأنا أول من يسدى لك العون، لكن مودة قلبي كسرها لا يشعب....
وكما يقولون الثالثة ثابته...نعم، ثبتت سجيتك في عقلي،عرفتك من أنت؛ فقد عجمت عودك، علمت بأن ماءك ليس زلالا؛ فبه من الكدرة ما به، وأنه لا يسير رقراقا دائما؛ فمن طباعك ما يسده أويعكره، لن أروي قلبي من معينه بعد ذلك لكني سأحاول أن أحرك يديَّ المعينتين في مجراه لألقي شوائبه جانبا .
متى حدث هذا؟
بعد أنْ فتحتُ أشرعة قلبي لعباب بحرك، ويممتها نحو موج ودك؛ فإذا بهديرك المفاجىء يجري بما لا تشتهي سفني!
وإذا بأمواجك تكاد أن تخلق فوهة عاتية تبتلعني، وتحرك مد الخوف في داخلي عندها أدرتُ مركبي عنك، ونظرت إليك نظرة العزة بعد وطأة خذلانك،وأشواك شررك . ومضيت بسلامي الحاضن لمشاعري وسرت ببهاء تعاملي ومضيت عنك؛ حيث يكون اليم اللطيف الذي يعانق ابتسامة عينيّ ويفرش صفحتيه كفراش لمساعي سلامي وودادي؛ حيث يحضني مده وجزره بين ذراعيه، وتلون نوارسه دربي ببياض حرية أفقه، ذلك الأفق الذي مد إلي بحبال الأمل، وطلاقة الترحيب.
لن يخذلني خذلانك، ولن يربطني في خطوتي الأولى؛ سأمضي خطوة أخرى؛ وخطوات وستضىء شموس قلبي عالمي الداخلي، لن أجعل سوادك يقيدني في ظله وظلك سأمضي بلا ريب سأمضي، وأن أتت طعناتك في إقبالي وإدباري سأستل الألم من جرحي سيرميه صمودي أمام هشاشة عونك حينها،سيلتئم جرحي في اللحظة ذاتها.
سأمضي حيث العصافير تغني مع الطبيعة، وسأغني معها سأعزف مع رياحها سيمفونية تطيب بها جروحي؛فالطعنات لا تأتي مني؛ لأنني لا أشابهها ولا تليق بمقدار قلبي،وإن حامت حولي فلن أستقبلها؛ سأرحل عنها بسلامي وحيث السلام.