الان اذا قامت دولة اجنبية كافرة بدعم الفلسطينيين سيصفق لها كل عربي ومسلم , وسيتم الاعجاب بفعلها البطولي , و ستتبوأ تلك الدولة في القلوب منزلا عظيما , وهذا هو الشعور الفطري الطبيعي , تجاه أي دولة تقف مع الفلسطينيين , أيا كان جنسها و دينها ومصلحتها , فلماذا تتغير هذه الفطرة تجاه دول معينة تقف مع الفلسطينيين المظلومين , مثل انصار الله الحوثيين وحزب الله في لبنان وايران ؟ اخي المسلم , مهما بلغت الخلافات بيننا نحن المسلمين , فلا بد ان نتناسها ونقف مع بعضنا اذا هجم علينا عدو مشترك مثل اليهود , الذين هم اشد عداوة للمؤمنين , ولا يرقبون فينا إلا ولا ذمة , و نرمي بالخلافات وراء اظهرنا , وندعم كل من يقف الى جانب اخواننا الفلسطينيين , و ندعوا لهم بالنصر والتوفيق , إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ كالجسد الواحد , اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ,
و للأسف , تجد قلة من العرب قد انحرفت فطرتهم , وغير راضين على كل من يقف الى جانب الفلسطينيين , فلا هم نصروهم , ولاهم رضوا بمن ينصرهم , مثل تلك المرأة التي دخلت النار بسبب حبسها لقطة , فلا هي اطعمتها , ولا هي اطلقتها لتبحث عن الرزق , وعلينا ان نتذكر قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما سأله الصحابة عن هذه الآية (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) سورَة محمد ) فقالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا استبدل بنا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ قال: فضرب بيده على كتف سلمان الفارسي ثم قال: "هذا وقومه، ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس , (تفسير ابن كثير ) , وفي تفسير الطبري قال هم اهل اليمن
الكلاب تتعارك مع بعضها البعض , فإذا مر شخص غريب , تركوا العراك وانطلقوا جميعا مسرعين صوب هذا الغريب , مطلقين الصياح والنباح الذي يرعب هذا المتسلل اليهم , متناسين ما كان بينهم من العداوة والخلافات , متوحدين ضد عدوهم المشترك , وهذا هو منطق الفطرة السليمة , لقد اتعظ قابيل بالغراب يبحث في الارض , ليريه كيف يواري سوءة اخيه , فلماذا لا نتعظ نحن ؟
وعلينا ان تذكر ان الله يدفع الناس بعضهم ببعض , لتنتظم الحياة ويأمن الناس , (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40 ) سورَة الحج )
هل تعلم اخي القارئ , ان التوراة المحرفة تقول ان قتل اليهودي للعربي قربة الى الله , وليس على اليهودي اي ذنب في قتل العربي , بل يؤجر على ذلك , مصداقا لقول الله تعالى : (قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) سورة البقرة)
وهل تعلم اخي القارئ , ان التوراة المحرفة تقول ايضا , ان ارض فلسطين هي ملك لليهود , وان الله كتبها لهم ؟ وبناء على ذلك اصبحوا معتقدين ومصدقين في قرارة انفسهم ان ارض فلسطين ملك لهم , و انهم هم من سمحوا للفلسطينيين بالعيش بجوارهم
وقبل مدة استمعت الى مقابلة مع يهودي يقول : على الفلسطينيين ان يشكروا الله, لأننا سمحنا لهم بالعيش في ارضنا , هذا ما سمعته اخي القارئ , و اقسم لك بالله ان هذا هو اعتقادهم , ويعتبرون الفلسطينيين محتلين لأرضهم التي كتبها الله لهم , والله تعالى يخبرنا في كتابة العزيز انها محرمة عليهم , مقطعين في الاض امما يتيهون في الارض لا مستقر لهم
واخيرا , لا زلت متعجبا بحجة من يقول : ان حماس هي التي بدأت بالهجوم في 7 اكتوبر , ويتناسون كيف بدأت السعودية بضرب اليمن بدون أي سبب , وقانت بتدمير شعب كامل , ولم ينتصر لنا احد , دخلت حماس الى جزء صغير من غلاف غزة , مساحته مثل مساحة قرية , وخلال يوم واحد فقط , بينما قامت السعودية بالتدخل في شعب كامل , وضربت كل شبر فيه خلال الاف الايام , وعلى مدار سبع سنوات , ولم يستنكر ذلك احد , وما فعلته حماس كان كرد فعل لما تقوم به اسرائيل من ظلم واستعباد للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية , بينما قامت السعودية بضربنا بدون أي فعل منا أو اعتداء عليها , ونفس السيناريو الذي جرى في اليمن , يجرى الان في غزة , فقد عشنا سبع سنوات تحت الغارات السعودية التي لا ترحم , كنت ايامها في مدينة عبس المتاخمة لغلاف السعودية , عشنا واقعا مريرا واياما عصيبة , حيث كان الرعب والقصف للمدينيين , قاموا بضرب كل شيء , ضربوا المستشفى الذي اعمل فيه بمدينة عبس بغارة , دمرت غرف المستشفى وقتلت العشرات من المرضى والعاملين , وغارات اخرى تم فيها استهداف السجن ومحطات البترول ومنازل الساكنين , حتى الرعاة تم قتلهم مع اغنامهم , وحاصرونا برا وبحرا و جوا , والى الان ونحن محاصرون , والفرق بيننا وبين غزة , ان اسرائيل تطلب اخلاء المواطنين للمكان الذي ستقوم بضربة , بينما الغارات السعودية تضرب المدنيين دون سابق انذار , والفرق الثاني ان ما يجري الان في غزة تنقله القنوات الفضائية مباشرة امام العالم , بينما كانت القنوات الفضائية غير موجودة في اليمن , ويتم قتل المدنيين وتدمير المنازل دون ان يعلم العالم ما يجري وما تفعله السعودية بنا
اخي المسلم , لقد حصل ما حصل , وقامت الحرب , ولا يوجد أي مبرر لما تقوم به اسرائيل من مجازر , فالله تعالى يقول (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ (194) سورة البقرة)
اخواني القراء , اطلب منكم الدعاء لإخوانكم الفلسطينيين , فقد يكون بينكم من يكون مستجاب الدعاء , لو اقسم على الله لأبره
اللهم ربنا انصر اخواننا الفلسطينيين انك انت العزيز الحكيم (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40 ) سورَة الحج )