Image title

بسم الله الرحمن الرحيم


"بيتر دراكر "  كاتب أمريكي من أصل نمساوي ، أحد المبدعين في مجال الإدارة والإقتصاد ، وصف بأنه : الأب الروحي للإدارة ، وقام بتأليف أكثر من 40 كتاباً  في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة.

وحديثي في  هذه الأسطر عن كتابه الرائع  " إدارة المنظمات غير الربحية- المبادئ والتطبيقات"


يجد القارئ في كتابه " إدارة المنظمات غير الربحية"  أنه شخص العديد من النقاط الحرجة والشديدة الدقة وعالجها بمهارة فائقة وهو الخبير الذي أفنى عمره في تشخيص هذه الإشكالات وإيجاد أفضل الحلول لها .

يقع الكتاب في 350 صفحة من القطع المتوسطـ ،  وقام بنشر ترجمته مشكورا : مركز بناء الطاقات برعاية وقف الموسى الخيري.

الكتاب موجه كما هو واضح من عنوانه إلى مديري المنظمات غير الربحية ، ويرى المؤلف أن ثمة رابط يجمع بين المؤسسات غير الربحية مهما اختلفت أنشطتها  ألا وهو : أنها تقوم بعمل يختلف عن الشركات وعن الحكومة ، حيث إن الشركات تؤمن المواد أو الخدمات ، أما الحكومة فتتحكم ، فالشركات عند داركرتنجح في مهمتها عندما يكون الزبون قد اشترى المنتج ودفع ثمنه وكان راضيا عنه ، وتكون الحكومة ناجحة عندما تكون سياستها فعالة ، أما المنظمات غير الربحية فمنتجها هو : إنسان تغير ، وحياة إنسانية مُغيرة !.


ويؤكد دراكر أن المنظمات غير الربحية بحاجة إلى الإدارة أكثر من غيرها ، لأنه لا يوجد لديها "خطوط دنيا" بالمعنى التقليدي.

 جعل دراكر الكتاب في خمسة أجزاء ، هي:

  • المهمة تأتي أولا - و دورك كقائد.
  • من المهمة إلى الأداء - الاستراتجيات الفعالة للتسويق, الابتكار, و تنمية التمويل.
  • إدارة الأداء - كيف تعرف الأداء و تقيسه.
  • الناس و العلاقات - العاملين, مجلس الإدارة, المتطوعين, و المجتمع.
  • تنمية ذاتك - كشخص, كمنفذ, و كقائد.

  • وقسم دراكر كل جزء من هذه الأجزاء إلى عدة أقسام ، وهو يعنى بذكر أطروحاته ورؤاه في الأقسام الأولى من كل جزء ثم يثني بذكر المقابلات مع بعض المختصين والمتميزين في كل مجال بحسبه.


    الكتاب متميز ، وتجد بين ثناياه العديد من النصائح المفيدة لكل إداري يعمل في المنظمات غير الربحية.

    في آخر هذا العرض أحببت ذكر بعض المقطوعات الجميلة التي التقطتها من هذا الكتاب :

    • أول التحديات الكبرى التي تواجه المنظمات "غير الربحية" هي في تحويل الداعمين إلى مساهمين.
    • يجب على مديري المنظمات المشاركة في المراجعة والتنقيح, والتخلي المنظم عن بعض الأهداف.
    • مشكلات النجاح: تسبب مشكلات النجاح في تدمير عدد من المنظمات أكثر من تلك التي دمرها الفشل .
    • القادة لا يستخدمون كلمة "أنا" لأنهم لا يفكرون في أنفسهم, بل بفريق العمل .
    • يوجد لكل قائد موسم .
    • أسوأ شيء  يمكن أن تقوله عن قائد ما هو أن المنظمة ستنهار في اليوم الذي سيقدم استقالته من المنشأة.
    • عندما تكون تحت ضغط العمل لعدة أسابيع أو سنوات , فإن الخطر المعاكس هو أن تصبح أسيرا للعمليات اليومية.
    • القادة الفعالون يقضون بعض الوقت في شرح أفكار قراراتهم لموظفيهم.
    • قول مأثور: النوايا الحسنة لا تحرك الجبال ولكن الجرافات من يقوم بذلك.
    •  على الشخص أن يحدد دائماً هدفاً مضاعفا لما يريد تحقيقه من الآمال , لأنه دائما وباختصار ما يسقط منها هو 50% .
    • أحد الأخطاء الشائعة :  التوجه من الفكرة إلى التشغيل الكامل من غير اختبار ولا مرحلة تجريبية, فالأخطاء الصغير هنا بل والسهلة سوف تدمر الابتكار.
    • المعاملة بالمثل والتبادل هما أساس الفكر التسويقي حتى في المؤسسات غير الربحية .
    • داد لي هانفر :عائد أي حملة يزيد زيادة هائلة إذا ما قمت بطلب هبة محددة  .
    • ترى المؤسسات غير الربحية مسألة التخلي عن أي شي أمراً شبه مستحيل ، فكل شيء يفعلونه هو عمل رباني.
    • لا تتسامح مع فظاظة القول .
    • إن اختلاف وجهات النظر لا تعني وضع رأي مقابل رأي اخر معاكس , بل تعني وجود روح مخلصة مقابل روح مخلصة أخرى .
    • إن أحد أكثر الأشياء  أهمية بالنسبة للتنفيذيين أن يكونوا قادرين على الاعتراف بقولهم "إننا لسنا أكفاء في هذا المجال" .
    • من أعظم مواطن القوى في المنظمات غير الربحية أن الأفراد لا يعملون من أجل المعاش, وإنما يعملون من أجل هدف وقضية , وهذا يخلق التزاماً هائلا للإبقاء على الشعلة متقدة ، مع عدم السماح بتحول العمل لمجرد وظيفة .
    • قاعدة في الفرد غير المنتج  : إذا قام بالمحاولة فإنه يستحق فرصة أخرى ، وإذا لم يحاول فتأكد من مغادرته وذهابه بعيداً.
    • ما يقرر نجاح أو فشل المؤسسة غير الربحية هي قدرتها على الجذب والاحتفاظ بالأشخاص المخلصين.      
    •  معظم الموظفين لا يستمرون في العمل في المنظمة غير الربحية إذا لم يكونوا يساهمون بجزء في رؤية المنظمة.