لستُ محورَ الكون ، ولستَ محور العالم ، نحنُ جزء لايتجزأ من كونٍ هو أوسعُ مايكون ، يملكهُ الخالق الذي يقولُ للشيءِ : كن ! فيكون .
لم تكن هذهِ الحقيقة إلا نظريةً سمعتُها كثيراً من الأشياخ ، والوعاظ ، ومن والدي ، ومن الحكماء ، ولطالما قرأتها وهي تدعو للتحرك والعمل حتى يصنع الإنسان أثراً يبقى بعد رحيله .
ولكنني ما أدركتها حق الإدراك إلا حينما شعرت بأنياب المرض تكاد تسوقني للمقبرة ، رأيت ضعفي لايضعف العالم !
ورأيت ألمي لايؤلم العالم ، ما أشعر به لايشعرون به ، وما أحسُّ بهِ يمتعظون منه ولكنهم لن يعلموا مايدور في جسدك النحيل.
هم يحزنون ، وهل يملكون غير ذلك !؟
العالم يجري بقدر الله ولن يقف أبداً ، ولو كان أحدٌ يستحقَ أن يتوقف العالم لأجله لكان النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يقف حتى له مع تأثره وحزنه.
كما قلت لك هم يحزنون فقط ، بكى الصحابة وبكت الأمة ولازلنا نبكي وكم تمنينا لقاء من هو أحب إلينا من كل شئ ، ولكن مات محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم وبقي أثره الذي لن يضمحل ومن نوره نقتبس .
الحياة ستسير ، والكون لن يسكن ، يوم القيامة بعد أن يقبض الله الحياة كلها وتعود كلُّ الحياة إليه كما كانت منه ، عندها
ستقف الحياة ولن يبقى إلا الحي دائم الحياة ، وواهب الحياة ، وكامل الحياة .
#زيدون
22/6/1438