مازلتُ أطاردُ طيفهْ ، وأجري خلفهْ ، هو لا يردُ الباب في وجهي ولكنهُ يتهرب لسببٍ لا أعلمه!!

أسأل عنه ، وأبحث عنه ، أتشوق له ، أهتز وتجرني نفسي نحوه ، ولكن نحوه غير نحوي ، أرهقت نفسي ، وتعبت ، ومللت ، وكللت ، وسهرت ، ونحلت ، لماذا كل هذا؟!!

مازلت أبذل نفسي لهُ ، حتى نسيتُ أن لنفسي عليَّ حقا ، ما أحكم والدي حينما قال :(صاحبنا كثيراً ولم يصفى إلا القليل).

أدرج والدي هذه القولة حينما كان يوصيني بالوقت وأن كثرة الصحبة تشتت ولا تفيد غالباً إلا من خليلٍ صادق ، وأنى يكون ذلك والعرب قد عدت الخل الوفي من ثالث المستحيلات!!

تعدى الأمر إلى جسدي وصحتي ، فتوقفت هنا وأدركتُ أنه لابد لي من تغيير المسار .

فغيرت مساري ، وعدَلتُ عنهم ، وعدّلتُ منهجي ،لاشئ يستحقني ، أنا إن أرخصت نفسي لمن لايستحقها أهنتها ، وهل أملك غير عزة نفسي؟!

صورة الحب المغلوطة التي تصورناها ليست صحيحة ، الحب لايعني أن تهين النفس من أجل محبوبك ، بل تتنازل له شيئاً حتى تستمر المودة والمحبة ، ومن يطأ بقدمه فوق هامة من يحبه لايستحق أدنى إهتمام ولا أدنى إحترام قل له وداعاً ، فالحب عزة ورفعة ..

قل وداعاً لكل من أحببته فتذللت لهُ وحسب أنك ذليل فعاث بقلبك فسادا ، قلها لمن لم يقدر يوماً وفاءك وصدقك ومعونتك ، قلها لمن أغرقته ببحر أحرفك وكلماتك العذبة المنمقة علّك تجد رداً ورجعت بخفي حنين .

الذي لايبذل الكلمة الحسنة وهي أيسر الأعمال لاتتوقع أن يبذل لك أكثر من ذلك .

إلى متى تعطي نفسك من لايستحقها ، وتسير مع من يستثقلك !!؟؟

قل وداعاً وعش عزيزاً ولو لوحدك ..

(ولقد كرمنا بني آدم)

متى ماشعرت بثقلك انسحب وتذكر موسى عليه السلام مع شدة حبه قال :(إن سألتك عن شئٍ بعدها فلا تصاحبني)

فقال له الخضر في الثالثة :(هذا فراق بيني وبينك) 

فكر !!

ربما حولك الكثير تريد قولها لهم.

#زيدون

24/6/1438