لقد عرَّفني بهم ، وجعلني أدرك من هم ، وكيف يعيشون ، وكيف ينظرون!

إنهم في الحقيقة لايفكرون إلا بأنفسهم،لايهمهم ماذا جرى لك إلا فضولاً!

ياترى ماجرى لك ؟ يقولها بعد أن يراك على غير صورتك المعتاده !

ترد عليهِ مختصراً : الحمد لله على كل حال.

فيصر على معرفة سبب تغير ملامح وجهك القديمة ، ولايدعك حتى تسرد له قصة مرضك الطويلة التي كل لحظة منها كجمرة على القلب أو سيفٍ على الجسد!

وعندما تنتهي يدعو لك بالشفاء وأنهُ تأثر لما جرى لك ، وأنه ماكان يتمنى لك هذا الذي أصابك فهو يراك لا تستحق التعب.

ثم ماذا؟

ثم يولي تاركاً لك خلف ظهره !!

كلهم هكذا لايملكون من الأمر شيئا ، البشر لن يغنوا عنك شيئا ، ولن يرفعوا مكروهاً وقع لك مادام الله لم يأذن به .

كلهم هكذا ، فلاتشغل نفسك بهم ، المرض عرفني بهم ، وجعلني أعلم من هو الذي يستحق أن أتعلق به .

لاتزد إن هم سألوك عن حالك على أن تقول:(الحمد لله على كل حال)

لأنهم عما قريب سيتضجرون منك ومن مرضك ، فهم لايريدون صديقاً مريضاً يحتاج لرعاية دائمة ولديه تحفظ من كثير من الأمور لا يأكل أي شئ ، لا يشرب أي شئ لا يذهب إلى أي مكان.

يجهلون كثيراً من حياتك ومعاناتك سيتعاملون معك كما يتعاملون مع أنفسهم !!

وستكون بنظرهم مبالغاً ، (موسوساً) ، (مريضاً نفسياً) ، أتدري لماذا؟!!

لأنك لاتستطيع فعل أبسط مايفعلونه ، إن لم تفعل فأنت تبالغ إلى حدٍ كبير ، فالأمر الذي يستطيعونه لابد أن تستيطيعه ، هكذا يرون هم!!

اهجرهم كما هجرتُهم أنا ، أنت لست في قفص المحكمة حتى تتعرض لاتهاماتهم لك بأنك ، وأنك ، وأنك ، ...

المريض يعيش في عالم منفصل لايشبه البته عالم الأصحاء ، لن يُقدِّر المريض إلا مريضا مثله ، حتى الطبيب لايهمه إلا كيف يتخلص منك سريعاً ليدخل عليه المريض التالي هكذا رأيتهم ولن أكذب عيني وشهادتي.

الأطباء ليسوا ملائكة الرحمة ، هم زبانية ولكنهم ليسوا ملائكة تباً لمن أطلق عليهم ذلك.

أيها المريض أعلم أنك تعاني ومن حولك لايفهمونك ولا يقدرون معاناتك تذكر دائماً

(من لايعاني ، لايفهم المعاني)


ليكن الله أقرب إليك منهم ،صِل حبلك بحبله ودعهم : (إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا).


#زيدون

22/6/1438