وفقاً لأخر الإحصائيات الصادرة من هيئة التخصصات الصحية تقول بأن لدينا أكثر من ٧٢ ألف ممرض وممرضة سعوديين ! رقم هائل يشكل القوة العظمى في وزارة لا تاكد تحاول الوقوف على قدميها إلا وأن تعاود السقوط غير مرة . في إستبيانات على مدى ٣ سنوات كُنت أستشرف بها حالة التمريض من دون مبضع ولا إبرة في أوساط التمريض الوطني إلا وأنني آنصدم كثيراً بمدى درجات الإحباط والتشاؤم وحتى وصل البعض منهم بالتصريح بعد أن كان التلميح على خجل بأن الأختيار الأصعب أمسى هو الأقسى والأكثر ندماً . لا أكاد أبالغ بأنني أصارع بداخلي هذا الداء اللذي تشربنا حبه بمرارة وعشقنا ألمه مراتٍ عدة . يكابر الكثيرون من بيننا حينما يدعون بأن الأمور تسير على مايرام وبأن عجلة التمريض تبحر بكل أقتدار . واليوم في هذا الثلاثاء الجميل الموافق ١٢ مايو المتفق عليهاً عالمياً بيوم التمريض العالمي أحيي نفسي وأياكم بعميق ما نقدم وسمو ما نصبوا إليه . تقديم الرعاية لهذه الفئة الغالية علينا عمل لا يؤديه إلا من يملك بداخله إحساس الإنسانية والرحمة . وإلى القابعون في كهوفهم اقول : أنفضوا ثيابكم البالية وأفكاركم المترهله ، التمريض كان شاباً ويجب أن يمسي كذلك . أنظروا لصنيعكم أين أوصلنا ولدائكم كيف اتعبنا بكم ومعكم . شباب وشابات التمريض لا يبحثون عن إبتساماتكم الصفراء أو حتى عن كلماتكم الفضفاضة . نحن نقوى بالمشاركة والإتحاد . ونتطور بتقريب الرؤى وتسهيل الصعاب . نحن في عالمٍ مفتوح مناهل المعرفة تدنو لك في فراشك الوثير في قلب الصحراء . لا إحتكار ولا تصنيف . أن لم تكون معنا لمن سوف تعملون او تمثلون ! التمريض الوطني في آخر ١٠ سنوات لا شي يطفو على السطح الا غياب حقوقة قبل واجباته ! حتى إنجازاته أخُفيت أو حُمرة الخجل أخفتها معها . ليس من المنطق بأن يدار بشكل روتيني طوال هذه السنين . لماذا لا يوجد هناك قائد يبحر به نحو العالمية ! لماذا لا يصبح أنموذجاً يُحتذى به ! لم تكف يد الدولة يدها عنه يوماً ما ، لكن لماذا تُفضل عليه مدارس من دول أقل منا بكثير ! هل الخلل فينا نحن ؟ أم اصاب الخلل تلك العيون المنصفه ؟ الى كل ممرض وممرضة أقول : عملك بجانب المرضى أسمى أنواع العمل . كن أنت القدوة قبل الثقة . المعرفة تهوى من يهتويها وتقدس من ينشرها . لم تعد تلك المعلومة حصراً لتلك الأمريكية او ذاك الكندي المتحاذق . كل جميل تقدمه يبقى بأسمك للوطن . ولا يوجد أشرف من خدمة الوطن بشباب وشابات الوطن . 


رسالة أخيرة / لكل من يمثل التمريض ويُعتبر ممن حملوا مسؤليته ، فقدنا في الأعوام الماضية القريبة إخوة وأخواتٌ لنا من أسرة التمريض . لذا لزاماً عليكم قبلنا تكريمهم وتكريم أسرهم وتسمية ( كليات التمريض أو الأقسام بداخل المنشئات الصحية ) بأسمائهم . لماذا هذا الجحود وكأنهم مجرد ألة تنتهي بآخر دقيقة عمل . أن لم تورثوا حب التمريض في التمريض من الآن لن نجد يوماً ممرضاً او ممرضة تأخذ بأيدي مرضانا.


عبدالمجيد العتيبي

١٢ مايو ٢٠١٥