أعلنت رحيلي عن مواطن سعادتي وأشعلت ليل الفراق الأبدي القاتم وافترقنا من حيث اجتمعنا وهربنا من أشواقنا المشتعلة بعيدا في حدود السماء على أزقة الغيوم المتعرجة وسط قاصف برقها ودوي انفجار رعودها,  مبللاً بالحزن والخيبات محملاً بالأسى والويلات أعانق عنق الغيمة وأنا  مغتم بهمي ومهموم بغمي واثق بحزني عالق في حبي وعاطفتي أبحث عنك بك وأبحث بك عنك ولا أجدك ولا أجدني ولا أجد من الحب الا الضباب ولا أرى في عينك إلا السراب واختفي بين تلك الغيوم وحيدا كطائر أضاع سربه وضل طريقه وداهمه الخوف فاختبئ بين الأشجار وعلق في براثن الطيور الجارحة المتصيدة المتحفزة فانقضت عليه من كل مكان حتى التهمته في ثواني .

اتركيني ارجوك وارحلي فقلبي من وجع الوجع توجع حتى وجع منه الوجع وأهتم منه الهم وغاص فيه الحزن حتى غرق وأغرقه في لجة الهم العظيم اتركيني يا من أفرطت في حبك حتى دفنت بالحياة وتألمت في هجرك حتى مات وسط الرجاء وذقت بصدك كل أنواع المآسي وأصنافها

أرجوك اتركيني لعلي في وحدتي وحزني وهمي , ابقى فيك وتبقين فيّ أعيش بقلبك وتعيشين بقلبي فنحن لا نتفق حينما نلتقي ولا نحب كما ينبغي فدعينا نعيش الحب إذن بعيداً عن اللهفة واللقاء

فنحن لا نتفق ابداً ما لتقينا  ولا نلتقي ما تفقنا, ولا نرى بعيننا ولا نسمو بقلبينا فدعينا يا حبيبتي نرحل بصمت عن حبنا الحزين البعيد عن كل لقاء ورجاء .