ونحن نستذكر يوم النصر العظيم على فلول الارهاب العالمية وتنظيمات داعش والبعث الاجرامية ؛ تتراءى امام العين صور عديدة لا يمكن لنا نسيانها او تجاهلها او المرور عليها مرور الكرام ؛ ففي عام 2014 , وحيث كانت الميزانية العامة خاوية وشبه فارغة , والازمات السياسية تعصف بالبلد , والتحديات تحيط به من كل حدب وصوب , وابواب الحدود مشرعة ومفتوحة لكل من هب ودب , والثغرات الامنية كثيرة , والاوضاع السياسية قلقلة ... الخ ؛ وفي احدى الليالي الدموية السوداء ؛ هجمت على العراق المافيات الاجرامية الدولية والعصابات الطائفية والبعثية , والمجاميع الخطيرة الارهابية , وسقطت المحافظات والمدن الغربية بمساعدة الخونة الطائفيين والانفصاليين , ووصل الخطر الرهيب الى اسوار العاصمة بغداد , وتخلى عنا القريب والبعيد , ولم تنقذنا الاتفاقية الامنية مع الامريكان , ولم يتطوع احد للدفاع عنا , وضاقت الارض علينا بما رحبت , وبلغت القلوب الحناجر , وفي تلك الظروف العصيبة والايام الرهيبة , صدرت فتوى الجهاد الكفائي من النجف الاشرف , لتطهير بلاد الرافدين من شراذم الارهاب والاجرام , وهب ابناء الاغلبية العراقية الاصيلة هبة رجل واحد ضد المليشيات الباغية والعصابات المجرمة ومافيات الارهاب وعناصر المخابرات الدولية التي طغت وإعاثة في الأرض الفساد ؛ فقد تكالبت علينا قوى الشر وأرادوا إخضاعنا وتركيعنا وسبي نسائنا وذبح رجالنا واستعباد اطفالنا ... الخ .
والتحق شرفاء الامة العراقية بأبطال الاغلبية فيما بعد ؛ وسطر اسود الرافدين واحفاد واتباع الامام علي الكرار , اروع القصص البطولية والملاحم الجهادية الوطنية , وضحوا بالغالي والنفيس , وذهبوا الى الموت وحدانا و زرافات , وهم يرتلون آيات القران الكريم , وينشدون الاشعار في حب العراق ومقدساته .
و سطر شهدائنا الأبرار أروع صور التضحية بأرواحهم الزكيّة في سجلات تاريخنا العراقي العظيم، اذ حافظوا على وحدة العراق وطهروا أراضيه من رجس شياطين الارهاب وعتاة الاجرام ... ؛ وقارعوا قوى الشر العالمية بمفردهم .
وكالعادة نهض ابناء الاغلبية بالعبء الاثقل وتكلفوا بمصاريف وتكاليف هذه الحرب الباهظة ولم يشارك احد ( بسنت او دولار) ... فالكل يتفرج علينا او يبيع السلاح لنا ولم يقاتل معنا احد قط ؛ فالأموال جنوبية والدماء عراقية ... ؛ ومع كل تلك الحقائق الدامغة ؛ يحاول البعض تزوير التاريخ كالعادة وينسب النصر العراقي الاصيل ؛ على داعش للغير ؛ فالبعض يقول قوات التحالف والامريكان والاخر يقول الايرانيين او بمساعدة العشائر المحلية , والكتل السياسية المتهمة بالإرهاب اصلا ؛ وهكذا ... .
نعم يجانب الحقيقة والواقع ؛ من ينكر الدعم اللوجستي والتسليحي والعسكري والاعلامي الايراني للقوات العراقية البطلة في معاركها مع فلول الارهاب ؛ لكن هذا لا يعني ان الايرانيين شاركوا بقوات عسكرية معنا او انهم اعطوا السلاح لنا مجانا ؛ و قلناها ونكررها دائما : لا بأس بالتعاون مع مختلف الدول ان كان هذا التعاون يصب في مصلحة العراق والامة والاغلبية العراقية وبقاء التجربة الديمقراطية وتصحيح العملية السياسية بما ينسج و تطلعات وطموح ابناء العراق ... ؛ نعم والحق يقال : كل الدول وقفت تتفرج علينا ولم تحرك ساكنا او تقدم دعما ؛ سوى الجمهورية الاسلامية في ايران .
ستبقى تضحياتكم الكبيرة وملامحكم العظيمة خالدة في سفر التاريخ , ولن ننساكم ابدا ، وستبقون خالدين في عقولنا وقلوبنا ووجداننا، فأنتم الذين قدمتهم أرواحكم فداء لهذا الوطن ولنصرة الحق ، وستظلون بتضحياتكم النموذج الحي الذي دائما ما نفتخر ونعتز به في تاريخنا الوطني المعاصر ؛ و سنروي عنكم أجمل القصص للأجيال القادمة , فقد سطرتم ملاحم معمدة بالدم الطاهر , وقدمتم التضحيات تلو التضحيات , وحققتم الانتصارات ... ؛ و ستظلون في القلب يا شهداء الحرية والغيرة الوطنية والحمية العراقية والإنسانية فلم ولن ننساكم ما حيينا... ؛ و ستظلون تيجان على رؤوسنا إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها .
تمضي السنون وتنصرم الاعوام ولن ننسى رجالنا الاشاوس وشهدائنا الاسود , ولن نسمح بتضييع حقوق ذويهم وعوائلهم وايتامهم , ولن نقبل بتشويه سمعتهم وتزوير تاريخهم المشرف .